أكد ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة امس حرص بلاده الدائم على تطوير علاقات التعاون المشترك في مختلف المجالات مع جمهورية ألمانيا الاتحادية، التي وصفها بأنها علاقات تاريخية وثيقة.
وذكرت وكالة الأنباء البحرينية أن ملك البحرين اعرب في مستهل لقائه بالمستشارة الالمانية انجيلا ميركل والوفد المرافق لها عن سعادته بالزيارة التي تعبر عن واقع العلاقات الوطيدة والمتطورة بين البلدين.
واعرب العاهل البحريني عن امله في أن تسهم هذه الزيارة في ترسيخ أسس التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية تحقيقا لتطلعات الشعبين وطموحاتهما.
وركزت المباحثات، التي أجراها ملك البحرين مع المستشارة الألمانية، على العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها والعمل على تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في العديد من المجالات.
وأكد ملك البحرين والمستشارة ميركل على أهمية دور القطاع الخاص في البلدين والذي يسهم في تنمية التعاون المشترك وزيادة حجم التبادل التجاري وإقامة المشروعات وتبادل الخبرات.
وبحث الجانبان تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصة ما يتصل منها في عملية السلام في الشرق الأوسط ودعم المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتعزيز جهود تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة بإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتمكينه من نيل حقوقه الوطنية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأكد الجانبان على أهمية الحفاظ على أمن منطقة الخليج واستقرارها، وطالبا بإبعاد التوترات والنزاعات عن المنطقة وحل الخلافات بالطرق السياسية والديبلوماسية.
من جانبها، أعربت أنجيلا ميركل عن شكرها وتقديرها لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة على حسن الاستقبال مشيدة بالعلاقات التي تربط البلدين، مؤكدة حرص بلادها على تطوير هذه العلاقات في مختلف المجالات.
واشادت ميركل بالزيارة التي قام بها لألمانيا عام 2008 وما أسفرت عنه من نتائج ايجابية مثمرة لفتح المزيد من آفاق التعاون بين البلدين.
وفي وقت سابق امس، اكدت المستشارة الالمانية من الدوحة ان بلادها تريد حلا سلميا وديبلوماسيا لازمة الملف النووي الايراني، داعية ايران الى «التفكير» مليا فيما تعرضه عليها الدول الغربية، كما شددت على اهمية ارساء الاستقرار في اليمن.
وقالت ميركل ـ في خطاب القته في العاصمة القطرية ـ «هنا في قطر، في الدوحة، انتم جيران إيران المباشرين، لذا اقول بشكل مباشر ان هذا النزاع يجب ان يتم حله بطريقة سلمية وديبلوماسية والمانيا تريد المساهمة في هذا السياق».
واضافت «لكن نحن في رأينا ان ايران لا تتمتع بالشفافية الضرورية تجاه الوكالة الذرية، لذا نحن نعمل على تشديد العقوبات ضد إيران في إطار مجلس الامن».
واعربت ميركل عن السرور لأن «روسيا والصين قررتا ان تتخذا مسارا بناء في هذا النقاش ونحن الآن نعمل على تطوير هذه العقوبات وحققنا تقدمات».
وقالت «اكرر ان ايران عليها التفكير مليا في قبول عرض المجتمع الدولي، وهدفنا واضح جدا، وهو الا تمتلك إيران أسلحة نووية».
ودعت المستشارة الألمانية أوروبا إلى مزيد من الاستكشاف والفهم للحضارة الإسلامية.
وقالت ميركل، أثناء زيارتها لمتحف الفن الإسلامي بالدوحة، «إننا ننسى في أوروبا أحيانا كم عدد القرون التي سبقتنا خلالها المنطقة العربية في العلم والثقافة». وأكدت ميركل أهمية التسامح الديني وحرية الرأي، وقالت «نحن بحاجة إلى احترام التصورات القيمية المختلفة»، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن التطور العالمي يجعل التبادل وفرص الشركات العابرة للحدود ممكنة أكثر من أي وقت مضى.