قال قاسم بايمان قائد شرطة إقليم نورستان الأفغاني أمس إن متشددي حركة طالبان سيطروا على منطقة نائية في شرق البلاد بعد قتال عنيف استمر لأيام. وقال بايمان إن القتال اندلع الاسبوع الماضي بمنطقة برغمتال في الاقليم النائي الذي يقع على الحدود مع باكستان عندما اقتحم المئات من مقاتلي طالبان وسط المنطقة. وأضاف لرويترز «تراجعت قوة الشرطة في المنطقة لأسباب تكتيكية بعد أيام من القتال»، وذكر أنه لا بوادر لإرسال تعزيزات على الرغم من المطالبة بها مرارا، وصرح بأن مئات القرويين المسلحين انضموا إلى الشرطة في محاولة لصد المتشددين.
بدوره أعلن ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان ان مقاتلي الحركة أوقعوا إصابات بالغة في صفوف الشرطة الأفغانية والقرويين الذين يقاتلون معها. بعد سيطرتهم على مديرية «برغمتال» وتمكنوا من قتل أكثر من 20 شرطيا أفغانيا واعتقال عدد أخر منهم، مضيفا أن بعض عناصر الشرطة انضمت إلى عناصر الحركة.
من جهة أخرى، لقي خمسة من رجال الشرطة الأفغانية مصرعهم وأصيب آخر في كمين أعده مسلحون استهدف قافلة للشرطة في إقليم باكتيا شرق أفغانستان. ونقلت شبكة «إن بي سي» الأميركية أمس عن غلام داستاجير نائب قائد الشرطة الإقليمي قوله إن مسلحين اثنين قتلا وأصيب ستة آخرون في المعركة التي نشبت بين الجانبين في وقت متأخر من مساء أمس الأول. وأوضح أن قافلة الشرطة كانت في طريقها إلى مقاطعة داندي باثان عندما انفجرت عبوة ناسفة مزروعة على جانب الطريق في إحدى العربات لتسفر عن مقتل رجال الشرطة الخمسة وإصابة قائد الشرطة بالمقاطعة. وأطلق المسلحون النار على القافلة بعد الانفجار فرد عليهم أفراد الشرطة في تبادل لإطلاق النار استمر لعدة ساعات قبل أن يتم استدعاء طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي قصفت موقع المسلحين، غير أن أغلبهم لاذ بالفرار.
في غضون ذلك، اعترفت القوات الأمنية المساعدة للقوات الدولية المنتشرة في أفغانستان (إيساف) بالمسؤولية عن مقتل ما لايقل عن 23 مدنيا أفغانيا، قالت إنهم قتلوا عن طريق الخطأ في ولاية (أورزوجان) الواقعة جنوب أفغانستان، في فبراير الماضي عندما قصفت طائرة أميركية من دون طيار قافلة من السيارات المدنية اعتقادا منها أنها تابعة لمسلحي حركة طالبان الأفغانية، وقد أثار مصرعهم موجة غضب عارمة في أفغانستان. وكشفت نتائج التحقيقات التي أجرتها «إيساف» حسبما أوردته قناة «الجزيرة» الفضائية أمس عما وصفته بالقصور في التدريب والاتصالات واتخاذ القرارات في قواتها.