فيما اجتاحت التظاهرات الشعبية امس العديد من العواصم العربية والاسلامية والعالمية تنديدا بالاعتداء الاسرائيلي على «اسطول الحرية»، قال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج إن تركيا قد تحد من علاقتها بإسرائيل «إلى أدنى حد»، مضيفا ان انقرة عاكفة على «تقييم الاتفاقات مع إسرائيل»، وذلك في أوضح إشارة حتى الآن على أن أنقرة قد تقلص علاقتها إلى حد كبير مع إسرائيل بعد الهجوم الذي وقع يوم الاثنين الماضي على «أسطول الحرية».
وأشار ارينج إلى أن هناك العديد من الاتفاقات العسكرية والاقتصادية التي أبرمت مع إسرائيل وأنها مطروحة للنقاش في الوقت الحالي.
وقال «نحن جادون بشأن هذا الأمر، وقد نعتزم تقليل علاقاتنا مع إسرائيل إلى الحد الأدنى، لكن افتراض إنهاء كل العلاقات مع دولة أخرى على الفور والقول إننا حذفنا اسمكم تماما فإن ذلك ليس من عادة بلدنا».
وأضاف ارينج في لقاء تلفزيوني مع قناة (ان.تي.في) التركية انه سيتم تخفيض التعاون الاقتصادي والعسكري مع اسرائيل كما ستتم مراجعة كل الاتفاقات الموقعة بين البلدين بما فيها الاتفاقيات العسكرية.
وأوضح ارينج «نحن جادون في هذه الخطوة.. لن يكون هناك اي تعاون جديد مع اسرائيل، كما سنخفض مستوى العلاقات معها»، مشيرا بذلك الى سلسلة اجراءات كانت قد توعدت انقرة باتخاذها عقابا على الاعتداء الدموي يوم الاثنين الماضي الذي خلف 39 ما بين قتيل وجريح معظمهم من الاتراك.
ولفت الى ان الاختيار وقع على المجالين الاقتصادي والعسكري لتقليص التعاون نظرا لكونهما اكثر المجالات التي جرى توقيع اتفاقيات في اطارهما، مؤكدا ان هذين المجالين مطروحان على المائدة للمناقشة والبحث.
على الصعيد نفسه اعرب ارينج عن الاعتقاد بان محاولات نشطاء السلام كسر الحصار الاسرائيلي ستتواصل اذا اصرت اسرائيل على عدم رفع هذا الحصار وقال «يتعين على اسرائيل ان تعرف انه مالم ترفع هذا الحصار غير الانساني والمشين فان محاولات تحديه ستتواصل».
ووصف الاعتداء الاسرائيلي على اسطول الحرية بانه «خطير» وألمح الى ان الحكومة التركية لم تكن تتصور ان الرد الاسرائيلي قد يصل الى هذه الدرجة من «الجنون».
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عزمه ملاحقة المسؤولين عن الهجوم الإسرائيلي على «أسطول الحرية» المتضامن مع غزة قضائيا.
وقال أردوغان امس أمام كاميرات التلفزيون: «لن ندع الأمر يمر مرور الكرام».
ورحب أردوغان بردود الفعل الدولية القوية إزاء الهجوم، والتي وضعت معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة مجددا على جدول الأعمال اليومي.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد دعا لاستغلال حادث «أسطول الحرية» لحث خطى عملية السلام الإسرائيلية ـ الفلسطينية، قائلا: «ينبغي التوصل الى وضع حيث يملك الفلسطينيون فرصا حقيقية ويأخذ جيران إسرائيل بمخاوفها المشروعة على أمنها ويلتزمون بالسلام».
جاء ذلك في مقابلة بثتها شبكة «سي إن إن» الأميركية امس الاول، في أول رد فعل لأوباما تجاه الهجوم الإسرائيلي على قافلة المساعدات إلى غزة.
كما وصف أوباما الحادث بأنه مأساوي، مضيفا أن «الوضع الراهن لا يحتمل» في الشرق الأوسط، رافضا إدانة الهجوم ما لم تتضح الوقائع.