اعتبر بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر امس ان العلاقات الشخصية تساهم في حل النزاعات داعيا القبارصة المنقسمين بين تركيا واليونان الى الاخذ بذلك.
وقال البابا في خطاب القاه في حديقة القصر الرئاسي القبرصي بنيقوسيا بحضور رئيس قبرص ديمتري خريستوفياس والسلطات المدنية واعضاء السلك الديبلوماسي ان «العلاقات الشخصية تشكل في اكثر الاحيان الخطوات الاولى لبناء الثقة، وعندما يحين الاوان لبناء روابط صداقة متينة بين الاشخاص والشعوب والامم».
واضاف خلال اليوم الثاني لزيارته لقبرص انه «في البلدان التي تشهد اوضاعا سياسية صعبة يمكن ان تكون مثل هذه العلاقات الشخصية والنزيهة والمفتوحة مقدمة خير اعم للمجتمعات والشعوب بأسرها».
وتابع «دعوني اشجعكم بشكل شخصي ومؤسسي على اقتناص الفرص التي لديكم لاقامة مثل هذه العلاقات ومن خلال ذلك دعم الخير العام لمحفل الامم».
وكان الرئيس القبرصي اعاد في سبتمبر 2008 اطلاق مفاوضات توحيد جزيرة قبرص المقسمة منذ 35 عاما، بفضل العلاقات الجيدة التي يقيمها مع محمد علي طلعت الرئيس السابق لـ «جمهورية شمال قبرص التركية» التي لا تعترف بها سوى تركيا.
لكن انتخاب درويش اروغلو الذي يوصف بأنه قومي متشدد، محل طلعت ارخى بظلال من الشك على نجاح المفاوضات المتعثرة.
واكد البابا ايضا ان «الاستقامة الاخلاقية واحترام الاخرين بلا تمييز، ضروري لخير كل مجتمع».
من جهته، ندد رئيس قبرص بما اسماه «الاحتلال العسكري الاليم» من قبل تركيا لثلث جزيرة قبرص مذكرا بان نيقوسيا «تظل آخر عاصمة اوروبية مقسمة».
ودعا الى قيام «فيدرالية» بين قسمي الجزيرة مشيرا الى ان ذلك «يتطلب من تركيا ان تغير سياستها باتجاه التفاوض.
كما طلب من المجتمع الدولي ممارسة نفوذه في هذا الاتجاه.
وجزيرة قبرص مقسمة منذ ان احتل الجيش التركي ثلثها الشمالي عام 1974 ردا على انقلاب نفذه قبارصة يونانيون قوميون بهدف الحاق الجزيرة باليونان.
الى ذلك، جدد البابا دعوته الى الحوار بين المسيحيين والمسلمين وقال في كلمة القاها في مدرسة مار مارون «ان العمل الدؤوب وحده هو الذي يبني الثقة المتبادلة ويسهل تجاوز عبء التاريخ ويجعل الفروقات السياسية والثقافية بين الشعوب دافعا للعمل نحو تفاهم اكثر عمقا». واضاف متوجها لمسيحيي قبرص «اشجعكم على تسهيل قيام هذه الثقة المتبادلة بين المسيحيين وغير المسيحيين كقاعدة لبناء سلام دائم».
وبالتزامن مع تكاثر الكلام عن فضائح استغلال جنسي تورط فيها كهنة كاثوليك في العالم شدد البابا في كلمته على ضرورة ان يكون «الكهنة طيبين وابرارا».
وقال في المدرسة المارونية الواقعة في ضواحي نيقوسيا «ان لدى الكنيسة ادراكا متجددا بالحاجة الى كهنة طيبين وابرار ومؤهلين».