فيما بدأت قوات الحلف الاطلسي في ولاية قندهار مهد طالبان في الجنوب الافغاني، عمليتها الاكثر طموحا خلال تسع سنوات من الحرب والتي تشكل اختبارا حاسما لاستراتيجيتها في مكافحة التمرد، قبل الرئيس الافغاني حامد كرزاي استقالة وزير الداخلية حنيف اتمار ومدير اجهزة الاستخبارات عمر الله صالح وقالت الرئاسة الافغانية في بيان «ان الرئيس كرزاي قبل كتاب استقالة كل من وزير الداخلية حنيف اتمار ومدير (اجهزة الاستخبارات) عمر الله صالح».
وجاء في البيان ان المسؤولين استقالا بعد هجمات الاسبوع الماضي لدى افتتاح اعمال جيرغا السلام. وهذا المجلس التقليدي الذي يضم 1600 ممثل عن القبائل والمجتمع المدني اجتمع لثلاثة ايام لدرس مقترحات ترمي الى وضع حد للحرب.
وعودة الى العملية العسكرية فقد بدأ قسم كبير من الجنود الاميركيين الـ 30 الفا المرسلين كتعزيزات الى افغانستان التوجه الى قندهار معقل طالبان الذي اهملته قوات التحالف لفترة طويلة وحيث يحقق المتمردون الاسلاميون الذين طردوا من الحكم اواخر 2001 مكاسب على الارض.
والهدف من العملية هو مساعدة القوات الافغانية على ارساء سلطة الحكومة في هذه الولاية التي يتسلل الطالبان والعصابات الاجرامية الى عاصمتها المأهولة بـ 800 الف نسمة.
وستشمل العملية ثلاث مناطق: المناطق المحيطة بقندهار التي تستخدم قاعدة للمتمردين خصوصا زهاري الى الغرب وارغنداب الى الشمال، والجوار المباشر لقندهار للسيطرة على منفذها، وفي داخل العاصمة جنوبا حيث ستكثف القوات الاجنبية جهودها لتدريب شرطة افغانية لا تحظى بالثقة وتفتقر للعناصر.
ولخص ضابط اميركي الوضع بقوله «نريد في آن واحد تحسين الامن والشعور بالامان في داخل المدينة وحولها».
كما تعتزم القوات تفادي قدر الامكان استخدام القوة داخل قندهار بغية عدم دفع السكان الى احضان المتمردين.
ووعدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون «لن تكون فلوجة» في اشارة الى اجتياح المدينة العراقية التي دمرتها قوات المارينز عمليا في 2004.
لكن هذه المعركة تبدو معقدة برأي عدد من العسكريين والخبراء، ففي الوقت الذي استؤنفت فيه المعارك مع تحسن الظروف المناخية اغتال الطالبان في الاسابيع الاخيرة 12 من الشخصيات المحلية وشنوا هجمات بالصواريخ على قاعدة قندهار العسكرية.