دخلت الساعات الحاسمة لفرض العقوبات على إيران خصوصا بعد الإعلان أمس عن ان الدول الكبرى في مجلس الأمن اتفقت على قائمة من الأفراد والشركات الإيرانية التي ستدرج على القائمة السوداء في إطار الجولة الرابعة من العقوبات الدولية على إيران.
قبل ذلك، كشف رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في اسطنبول أمس انه تم «التوصل عمليا» الى اتفاق على مشروع قرار دولي يقضي بفرض عقوبات على ايران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.
واوضح بوتين خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان، على هامش القمة الثالثة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا، «لقد عملنا كثيرا ونحن نعتقد انه تم التوصل عمليا الى اتفاق بشأن القرار».
واضاف بحسب ما اوردت وكالة ايتار-تاس «ان وجهة نظرنا هي ان هذه القرارات يجب ألا تكون مفرطة في التشدد ويجب ألا تسمح بزج الشعب الايراني في وضع صعب قد يؤدي الى نشوء عقبات على طريق استخدام سلمي للطاقة النووية».
اعلان بوتين جاء عقب تحذير الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد من اسطنبول ايضا، من ان بلاده لن تبحث بعد اليوم في برنامجها النووي اذا ما فرضت عليها عقوبات جديدة. ولم يكتف الرئيس الإيراني بذلك بل هاجم مجلس الأمن ووصفه بأنه أكثر مؤسسة غير ديموقراطية في العالم.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن أحمدي نجاد قوله ان «الأسس التي يقوم عليها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة غير عادلة. قلة من الأعضاء لديهم حق النقض وهم يحكمون العالم كما يشاؤون».
وفي تصريح آخر، تحدى نجاد دعوة مجلس الأمن إلى الجولة الجديدة من العقوبات الدولية على طهران معتبرا ان «هذه نهاية مجلس الأمن. نحتاج إلى مؤسسات جديدة».
واتهم أيضا الولايات المتحدة بأنها أخفقت في إجبار إسرائيل على التوقيع على معاهدة حظر الانتشار النووي على الرغم من الدعوات الدولية للدولة العبرية لتكون جزءا من الاتفاق.
وقال ان «حوالي 200 دولة حثت إسرائيل على التوقيع على معاهدة حظر الانتشار النووي إلا ان الولايات المتحدة لم تحرك ساكنا ربما لأنها تدعم النظام الصهيوني».
واعتبر ان القمة في اسطنبول هي صوت معارض جريء ضد الظروف الحالية لما وصفه «النظام الأحادي في العالم».
«القائمة السوداء» هذه، عززت توقعات ديبلوماسيين في مقر الامم المتحدة بنيويورك ان يصوت مجلس الامن اليوم على مشروع القرار الذي يفرض جولة رابعة من العقوبات على ايران بعد ان عقد المجلس جلسة مناقشات مغلقة بطلب من تركيا والبرازيل لتفادي العقوبات.
وتحدث ديبلوماسيو دول غربية الى الصحافيين امس الاول بعد ان اجرى ممثلو الدول الاعضاء الـ 15 في مجلس الامن مناقشات غير رسمية حول كيفية السير قدما في مشروع قرار العقوبات الذي اصبح شبه جاهز للاقتراع عليه بعد مفاوضات استغرقت حوالي خمسة أشهر.
واجريت المناقشات بطلب من تركيا والبرازيل وهما بلدان تفاوضا على اتفاق للوقود النووي مع ايران يقولان انه يتفادى الحاجة إلى عقوبات.
وبموجب الاتفاق الذي توصلت اليه البرازيل وتركيا الشهر الماضي تقوم ايران بنقل 1200 كيلو غرام من اليورانيوم الضعيف التخصيب الى تركيا لمبادلته بوقود نووي عالي التخصيب تقدمه روسيا وفرنسا لمفاعل طهران للابحاث.