مازالت اصداء العقوبات الجديدة على ايران تتفاعل على مستوى العالم، وكان ابرزها امس ما نقلته صحيفة «نيويورك تايمز» انه لا أحد في الإدارة الأميركية يعتقد ان الرزمة الجديدة من العقوبات ضد إيران ستجبرها على وقف برنامجها النووي لذلك فقد حضرت الإدارة خططا احتياطية.
ونقلت عن مساعدين للرئيس باراك أوباما انهم يعرفون أن العقوبات هي أداة محدودة وان الخيارات العسكرية هي الخيارات الأخطر والاخيرة.
وأشارت إلى ان هناك خطط «باء» و«جيم» و«هاء» لم تتحدث الإدارة عنها في العلن إلا اجزاء منها أصبحت معروفة في الخليج. وتتضمن خيار الاحتواء العسكري التقليدي وعملية تعرف في «سي.آي.إي» بمشروع هجرة الخبرات لجذب الخبراء في البرنامج النووي الإيراني إلى خارج البلاد.
من جانبه، دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما العالم الى دعم الشعب الايراني في نضاله من اجل «الحرية»، وذلك في بيان تلي باسمه اول من امس في الذكرى الاولى للانتخابات الرئاسية الايرانية التي ادت الى حركة احتجاجية غير مسبوقة.
وقال اوباما «انها لمسؤولية جميع الشعوب الحرة والامم الحرة ان تقول بوضوح اننا نقف الى جانب اولئك الذين ينشدون الحرية والعدالة والكرامة».
واضاف البيان ان «شجاعة الشعب الايراني تقف امامنا مثالا يحتذى وتحديا لنا كي نواصل جهودنا كي نحور مجرى التاريخ نحو العدالة».
وبحسب الرئيس الاميركي، فإن الانتخابات الرئاسية التي جرت في ايران العام الماضي ستبقى تلك الانتخابات التي «قمعت فيها الحكومة الايرانية بوحشية المنشقين، واغتالت ابرياء، بينهم شابة تركت تموت في الشارع»، في اشارة الى ندا آغا سلطان التي اصبحت رمزا للحركة الاحتجاجية وقمع السلطات للتظاهرات الاحتجاجية التي عمت البلاد بعد انتخابات 12 يونيو.
من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس امس إن ايران ربما تكون على بعد ما يصل الى ثلاثة أعوام من امتلاك القدرة على تطوير سلاح نووي، مضيفا أنه لايزال هناك وقت امام العالم ليمارس الضغط على طهران.
ولدى سؤاله عن المدة التي تستطيع الولايات المتحدة وحلفاؤها انتظارها حتى يفرضوا عقوبات مؤلمة على ايران، أجاب «أعتقد أن الجميع متفقون أن لدينا المزيد من الوقت بما في ذلك الاسرائيليون وسنواصل العمل على هذا. معظم الناس يعتقدون أن الإيرانيين لن يستطيعوا امتلاك أي أسلحة نووية لعام او اثنين آخرين على الأقل. أود أن أقول ان تقديرات المخابرات تتراوح من عام الى ثلاثة».
من جانبه، قال مصدر في الكرملين امس إن تسليم صواريخ إس ـ 300 سطح جو بموجب عقد روسي مع إيران من شأنه انتهاك عقوبات الأمم المتحدة الجديدة في علامة على دعم روسيا لموقف الغرب من طهران.
وقال المصدر مشترطا عدم كشف هويته «عقوبات الأمم المتحدة تشمل تسليم صواريخ إس ـ 300 إلى إيران». وجاء هذا التصريح بعد ظهور إشارات متضاربة على مدى يومين بشأن تأثير العقوبات التي أقرها مجلس الأمن الدولي بدعم روسي على العقد. وقال اندريه نيسترينكو المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية اول من امس إن صواريخ إس ـ 300 التي يمكنها إسقاط طائرات وصواريخ ليست ضمن قائمة الأسلحة التي تحظرها العقوبات.
لكن موسكو عبرت عن انزعاجها إزاء تكتم إيران بشأن برنامجها لتخصيب اليورانيوم ورفضها قبول مقترحات دعمتها روسيا لتهدئة المخاوف من أنها تسعى لصنع أسلحة نووية.
في المقابل، حذر مسؤول ايراني امس من ان بلاده سترد على كل سفينة ايرانية تتعرض للتفتيش في الخليج ومضيق هرمز بتفتيش عدة سفن. ونسبت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ارنا) الى نائب رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الاسلامي حسين ابراهيمي قوله ان الخيلج ومضيق هرمز هما «ساحة مناورات ايران» وقال ان طهران «سترد بقوة على كل من يريد الإضرار بها».
وقال «ايران سترد بالتأكيد على كل سفينة ايرانية تتعرض للتفتيش وبالمقابل سنقوم بتفتيش عدة سفن مقابل كل سفينة ايرانية تتعرض للتفتيش».
من جانبه، هاجم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بعنف الولايات المتحدة بعد تشديد مجلس الامن العقوبات على طهران واعتبر ان اسرائيل «الى زوال».
وندد احمدي نجاد متحدثا خلال زيارة الى المعرض العالمي في شنغهاي بقرار مجلس الامن، معتبرا انه «ورقة لا قيمة لها».
واتهم الرئيس الايراني القوى النووية العالمية بـ «احتكار» التكنولوجيا الذرية، مشيرا الى ان العقوبات الجديدة «لن يكون لها اي مفعول».
وفضل احمدي نجاد اطلاق مواقفه خلال زيارته الى الجناح الايراني خلال «يوم ايران» في المعرض العالمي في شنغهاي بدلا من اختيار قمة امنية اقليمية في اوزبكستان يحضرها الرئيسان الروسي والصيني. وتأتي زيارة احمدي نجاد الى المعرض في مرحلة حساسة من علاقات طهران مع حليفتها الصين، احدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن.