أرسلت الخارجية البريطانية تعزيزا الى طاقم سفارتها في بغداد لمتابعة تطورات قضية الرهائن البريطانيين الخمسة المختطفين منذ أمس الاول كما تكثف مفاوضاتها مع المسؤولين العراقيين ومع ممثلي الجانب الأميركي لنفس الغرض.
وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قد أكد، خلال زيارته لليبيا، أن بلاده ستفعل كل ما في وسعها للعمل على ضمان تحرير الرهائن.
واختطفت مجموعة مؤلفة من 40 مسلحا كانوا يلبسون لباس الشرطة البريطانيين الخمسة من مقر وزارة المالية في بغداد صباح امس.
ويعمل اربعة من الاشخاص المختطفين الخمسة حراسا امنيين في شركة الامن «غاردا وورلد» الكندية في حين يعمل الخامس خبيرا في شركة اميركية هي شركة «بيرنغ بوينت».
ومن جانبها خصصت صحيفة التايمز احدى افتتاحياتها بعد أن أفردت للموضوع صفحتها الأولى ولا تستبعد الصحيفة أن تكون العملية من تدبير عناصر من الشرطة العراقية، وحجتها في ذلك أن «الفساد مستفحل في الجهاز الأمني العراقي» وأن «العديد من عمليات الاختطاف تمت بتواطؤ من بعض أفراد الشرطة»، وأن عملية اختطاف البريطانيين الخمسة تمت في قلب مبنى حكومي، وبوجود مكثف لقوات الأمن، وكتبت في عددها الصادر امس قائلة: «جاءت عملية الاختطاف بعد يوم واحد من المباحثات التي جرت بين الولايات المتحدة وايران بشأن اقرار الامن والاستقرار في العراق حيث ناشد الوسطاء الاميركيون، ايران وقف توريد السلاح للميليشيات الشيعية والجماعات الارهابية الاخرى التي تحارب قوات التحالف».
وأضافت الصحيفة: «الفرصة الان سانحة لايران لاظهار حسن النوايا واستغلال تأثيرها على الميليشيات الشيعية بهدف حث الخاطفين على اطلاق سراح الضحايا».
وأكدت أن ايران أيضا يجب أن تشعر بنفس قلق الحكومات الغربية ازاء محاولات اخراج العراق من تحت السيطرة والدفع الى حرب أهلية كاملة لان هذا سيكون «كارثة بالنسبة للعراق وطهران والمنطقة بالكامل».
وركزت الغارديان في عدد من تقاريرها على خلفيات الحادث.
واهتم مراسلاها أودري غيلان وغوليان بورغر في أحد تقاريرهما، بالأسلوب الجديد المعتمد لخطف البريطانيين الخمسة، ويعدد الكاتبان الاساليب التي طورها الخاطفون في العاصمة العراقية لاقتناص الرهائن، لاستخدامهم لغرض أو لآخر، ومن بينها الاستفادة من خدمة «الوشاة»، مقابل مبلغ مالي أو من دون سواء من الباعة المتجولين أو من عناصر من «عين المكان»، ويشير الكاتبان ـ استنادا الى مدير لشركة خدمات أمنية بريطانية ـ الى أن عملية الثلاثاء الماضي، كانت مختلفة نوعيا.
وترى الغارديان أن العملية تطور خطير في تقنية العمليات المسلحة بالعراق ويقول هذا الخبير ان العملية مخطط لها بدقة، كما قد تشي بتطور في «التكتيك» جديد.
الصفحة في ملف ( pdf )