ناشدت الحكومة المؤقتة في قرغيزستان روسيا امس ارسال قوات حفظ سلام لاستعادة النظام في الجمهورية السوفيتية السابقة بعد مقتل عشرات الاشخاص في اعمال شغب عرقية اندلعت في الجنوب على مدى اليومين الماضيين بين اثنيين من القرغيز والاوزبك.
وقالت رئيسة الحكومة المؤقتة روزا اوتونباييفا للصحافيين: نحتاج الى تدخل قوات مسلحة خارجية لتهدئة الوضع.
لقد ناشدنا روسيا المساعدة ووقعت بالفعل مثل هذا الخطاب للرئيس الروسي ديمتري مدفيديف. وجاء تصريح اوتونباييفا بعد اتصال هاتفي أجرته مع رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين. وريثما تقرر موسكو موقفها من طلب بشكك سوف تبقى القوات الروسية الموجودة حاليا في قرغيزستان على الحياد بحسب ما قال مصدر عسكري روسي رفيع المستوى.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن المصدر قوله ان لدى هذه الوحدات «مهمة محددة ولن يتم زجها لتنفيذ مهام أخرى».
ولم تستطع الحكومة المؤقتة الامساك بزمام الامور في جنوب البلاد الذي يشكل معقلا لانصار الرئيس المخلوع كرمان بك باقييف منذ الاطاحة به في ابريل الماضي.
وأعلنت قرغيزستان التي يسكنها 5.3 ملايين نسمة حالة الطوارىء في اوش وفي عدة مناطق ريفية محلية امس الاول بعد ان اشتبك مئات الشبان بالأسلحة والقضبان الحديدية وقنابل البنزين.
ويثير تجدد الاضطرابات بواعث قلق اللاعبين الرئيسيين في المنطقة وهم روسيا والصين والولايات المتحدة.
وتستخدم واشنطن قاعدتها الجوية بماناس في شمال قرغيزستان والتي تبعد نحو 300 كيلومتر عن اوش كطريق لتوصيل الامدادات إلى أفغانستان.
ووقعت ليل امس الاول معارك بالبنادق في مدينة اوش في حي يسكنه الاوزبك. وقطع الغاز عن المدينة كما انقطعت الكهرباء عن بعض المناطق.
ووصف المتحدث باسم وزارة الداخلية رحمة الله أحمدوف الوضع في مدينة اوش بقوله ان «شوارع بأكملها تحترق». الوضع بالغ السوء ولا مؤشر على توقفه. النار مشتعلة في المنازل».
بدورها، قالت اوتونباييفا ان اوش تواجه ايضا ازمة انسانية لان الطعام ينفد.
وذكرت ان حكومتها قررت فتح الحدود الى اوزبكستان للسماح بفرار الاوزبك رغم انه لم يتضح بعد من يسيطر على الحدود.
وذكرت متحدثة باسم وزارة الصحة القرغيزية ان ما لا يقل عن 62 شخصا قتلوا واصيب 790 اخرون بجروح في العنف الذي اندلع في القاعدة الجنوبية التي كان يستمد منها الرئيس السابق باقييف قوته قبل ان تطيح به ثورة شعبية. وتابعت اوتونباييفا تقول ان مزيدا من التعزيزات سترسل الى اوش.
وتنشر الحكومة بالفعل قوات وعربات مدرعة واعلنت حظرا للتجول خلال الليل في اوش لكن دون جدوى.
وسيطر انصار باقييف - الذي يعيش حاليا في المنفى بروسيا البيضاء ـ لفترة وجيزة على مبان حكومية في الجنوب في 13 مايو في تحد للسلطات المركزية في بشكك.
واتهمت اتونباييفا انصار باقييف ـ وهو قرغيزي مثلها - بتأجيج العنف لعرقلة خطط حكومتها اجراء استفتاء وطني في 27 يونيو الجاري للتصويت على اجراء تعديلات في الدستور.
ويمثل التوتر العرقي مصدر قلق دائم في وادي فرغانة على الحدود بين قرغيزستان واوزبكستان.
وفي حين يشكل الاوزبك 14.5% من العدد الاجمالي للسكان القرغيز تتساوى الجماعتان تقريبا في اوش.