بيروت ــ عدنان الراشد
كشفت مصادر امنية لبنانية لـ «الأنباء» ان جماعة «فتح الاسلام» كانت تنوي اعلان مدينة طرابلس في شمالي لبنان «امارة اسلامية».
واظهرت التحقيقات مع الموقوفين انه لو تسنى لهذه الجماعة الصمود في مواقفها داخل المدينة لكانت الخارطة السياسية لمنطقة الشمال اللبناني ذات الكثافة الاسلامية السنية الموالية بغالبيتها لتيار المستقبل قد تغيرت حكما في ضوء جهوزية اطراف اخرى ـ كحركة التوحيد الاسلامي بقيادة الداعية بلال شعبان والداعية هاشم منقارة ـ للانضمام الى هذه الامارة.
وقالت المصادر ان امير التوحيد الاسلامي كان لايزال محل بحث ومناقشة على اعتبار ان قائد الجماعة شاكر العبسي اردني من اصل فلسطيني، وبالتالي يعد مهاجرا، وامارة الاسلام يجب ان تكون لمسلم من الارض التي تقوم عليها الامارة، وهذا ما كان اللبناني شهاب القدور المعروف بأبي هريرة مؤهلا له، باعتباره من منطقة عكار الشمالية، وهو الذي ظهر في الصورة خلف العبسي في اول ظهور تلفزيوني علني لهما الاسبوع الماضي.
وكانت «فهود» قوى الامن الداخلي وقواها السيارة تولت تطهير احياء طرابلس من هذه الجماعة فجر الاحد في العشرين من مايو الماضي بعد مفاوضات استغرقت اربع ساعات بين المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي الذي نقل مقر قيادته الى طرابلس وبين قياديي الجماعة، وتولى ريفي بنفسه قيادة العمليات التي اخرجت فتح الاسلام من مواقعها في الميدان والزاهرية والمئتين.
وكشفت المصادر لـ «الأنباء» ان الشخص الذي اعتقلته قوة مشتركة بين مخابرات الجيش ومعلومات الامن الداخلي في احدى الشقق المفروشة في الاشرفية يوم الثلاثاء الماضي، وقيل انه مواطن خليجي، هو اللبناني احمد سليمان مرعي ـ 53 عاما ـ الذي تولى شخصيا المفاوضات مع اللواء ريفي بواسطة الهاتف مطالبا بفتح طريق آمن لرجاله المتمركزين داخل عمارة عبدو في شارع المئتين، مهددا بتدمير العمارة وكل ما يعيق حركة مجموعته.
وخاطب مرعي الذي كان يعرف عن نفسه باسم احمد اللواء ريفي عبر هاتف ثابت بداية ثم من موبايل سوري او حتى انه اصبح على مقربة من الحدود، مهددا بوجود 45 انتحاريا في طرابلس، فأجابه ريفي: وانا لدي 450 عنصرا من كتيبة الفهود، ولن ادعكم تشوهون وجه هذه المدينة، لذلك فإن خياركم الوحيد هو السجن، مع ضمانتنا لكم بمحاكمة عادلة.
مرعي المتخصص اصلا بتهريب المتسللين من سورية الى لبنان عبر بلدته الحدودية (وادي خالد) رفض الاذعان، فكانت المواجهة التي انهت وجود هذه المنظمة الارهابية ومشاريعها في عاصمة الشمال اللبناني.
وكشفت المصادر الامنية لـ «الأنباء» ان الرجل الثالث في فتح الاسلام ابويزن (سوري) والذي يعتبر المسؤول المباشر عن عملية تفجير الحافلتين في بلدة عين علق قرب بكفيا في قضاء المتن الشمالي هو الذي انتحر عند اكتشاف وجوده في المنور بعمارة عبدو في شارع المئتين في اليوم التالي للمعركة.
وقالت المصادر ان ابويزن رفض سلسلة محاولات من احد الضباط الامنيين لاقناعه بتسليم نفسه للقضاء مع الوعد بالسعي بتخفيف العقوبة عنه وألا تتجاوز الثلاث سنوات حبسا، لكنه رفض هذا الحل رغم الاخذ والرد والمساومات وقطع المفاوضات الدائرة عبر جدار بقوله «اريد ان اتعشى هذا المساء مع الرسول»، ثم فتح قنبلة يدوية وفجرها بنفسه.
الصفحة في ملف ( pdf )