تشـهـد محـافظة ديالى المـضطربة بعــد غــد أوسع عملية عسكرية يشارك فيها مقاتلون من 100 عـشيـرة شيـعـية وسنيـة وحوالي 4 آلاف عسكري من عناصر القـوات المسلـحـة لإسـقـاط «دولة العـراق الإسـلامـيـة» التي اعلنهـا مسـلحون عراقـيون وأجـانب هناك بعـد هربهم من مـحـافظتي بغـداد والانبـار المحــاذيتين وتنفــيـذهم لعمليات قتل وتهجير واسعة.
وتعــتـبــر مـحـافـظة ديالى وعاصمتها بعـقوبة المحافظة الأكثر اضطرابا حـاليـا وهي التي قـتل في احـدى قـراها العـام الماضي زعـيم تنظيم القاعـدة في بلاد الرافدين ابو مصـعب الزرقاوي الذي انتقل اليـها مع آلاف عدة من المسلـحين سيطروا على المحافظة وفرضـوا على سكانها قـوانينهم الصـارمـة وتعاليـمـهم «الإسلامـية» المتشددة الغـريبة عن مجتمعهم وعاداته.
ويقطن المحافظة خليط متعايش من السـنة والشـــيــعـــة الذين يتناصفـون مدينة بعقـوبة والقرى والبلـدات المحــيطة بهـــا والذين يتـعـايشـون بـسـلام ويرتبطون بعلاقـات عائلية مـتشـابكة قبل ان يتدفـق عليها المـسلحون ويهـجروا حوالي 300 الف من سكانها ويدمروا حــوالـي 70 من مــســاجـــدها وحسينياتها ويغتالوا العشرات من الأساتذة وزعماء العـشائر وضباط الشـرطة عـلى الهـوية الطائـفـيـة وخـاصة الشـيعـية منهـا، والذين نزحـوا الى مـحـافظة كـربلاء على الخصوص.
ويلجأ ضـباط الجـيش العراقي الذين تسـلمـوا المهـام الأمنـيـة في المحافظة بعـد ان كانت بيـد القوات الاميركية الى زعماء القبائل لمساعدة قــواتهم على «تقــويض الفــتنة الطائفية»، لكن مـحاولاتهم لم تمنع موجـة العنف حيث تـشهد المنـطقة هجـمـات دمـوية مسـتـمـرة ويتم العثـور يوميـا على جثث عـشرات الضـحايا.
ويشـيـر قادة الجـيش العراقي الى ان انصار نظام الرئيس السـابق صـدام حـسين والمسلحين الأجانب ومسلحين يمولون من دول الجوار يستخدمون الطائفية كسلاح رئيـسي لتحـقـيق اجندتهم من اجل ابقاء البلاد ملتهبة.
وقـد اثار نواب مـحـافظة ديالى مؤخـرا في جلسات مـجلس النواب خطورة الأوضاع الأمنيـة المتدهورة في المحـافـظة، كـمـا قــامت لجنة برلمانيـة بزيارة العـائلات المهجـرة الى مدينة كربلاء ورفعت توصياتها التي قررت بعـدها الحكومة تشكيل لجنة لدراســة الإجـراءات الواجب اتخــاذها لإنقـاذ السكـان هناك من اوضاعهم المزرية.
الصفحة في ملف ( pdf )