لم تستبعد الحكومة المؤقتة في قرغيزستان ان تمتد اعمال العنف العرقية في جنوب البلاد إلى العاصمة بشكك شمالا في حين بلغت حصيلة الضحايا، خلال 4 أيام من الاقتتال، نحو 2000 بين قتيل وجريح. وقال نائب رئيسة الحكومة المؤقتة ألمظ بك أتامباييف في تصريح للصحافيين ان «الأحداث في أوش كانت مدبرة بحنكة، وعلينا الآن أن ننتظر نوعا من الأعمال الاستفزازية في منطقة تشوي وبشكك، لكننا متأهبون لهذا جيدا».
ورغم الوضع العرقي المضطرب، أعلنت رئيسة حكومة قرغيزستان المؤقتة روزا أوتونباييفا انها ستجري استفتاء على الدستور الجديد في موعده.
من جهته، نفى رئيس قرغيزستان المخلوع كرمان بك باكييف الاتهامات الموجهة اليه من قبل الحكومة الانتقالية القرغيزية بتأجيج العنف في البلاد لقطع الطريق أمام استفتاء شعبي على الدستور الجديد تم تحديد موعده نهاية يونيو الجاري.
ودعا باكييف ـ حسبما أورده راديو «سوا» الأميركي ـ أمس الشعب في كل من قرغيزستان وأوزبكستان الى وقف سفك الدماء لأن الحكومة الانتقالية القرغيزية عاجزة عن القيام بهذا العمل بنفسها.
هذا وبدأ الوضع يستقر ببطء في جنوب البلاد حسب ما أعلن مسؤول محلي في وزارة الداخلية اموربك سوفانالييف. وأضاف «ليلة امس الاول كانت هادئة نسبيا في المنطقة مقارنة مع الليلة التي سبقتها، ويتولى العديد من عناصر الأمن ضمان الأمن ومرور قوافل المعونات الانسانية». وتابع قائلا ان «المشكلة الكبرى تبقى سريان شائعات استفزازية في صفوف السكان تخلق الذعر وتؤجج التوترات».
وأفاد مراسل فرانس برس بانه شاهد مقاطع فيديو التقطها سكان تظهر عملية دفن لعشرات الجثث في مقبرة جماعية وقد بدت هذه الجثث مصابة بالرصاص او متفحمة. وأكد لاجئون اوزبك ان الجرحى الاوزبك يخشون الذهاب الى المستشفيات، وقال احدهم «يرفضون ادخالنا المستشفيات ويقولون انها مخصصة للقرغيز فقط».
في غضون ذلك، أعلن مسؤول قرغيزي ان ماكسيم باكييف نجل الرئيس المخلوع كرمان بك باكييف والملاحق من قبل الانتربول أوقف فور وصوله الى بريطانيا، وقد فر باكييف بعد الانتفاضة الشعبية التي وقعت في ابريل وأسفرت عن مقتل 87 شخصا وتسببت في سقوط نظام والده الذي لجأ الى بيلاروسيا، وتتهم السلطات الجديدة ماكسيم باكييف بالفساد والمشاركة في تنظيم اعمال العنف التي شهدتها قرغيزستان منذ سقوط النظام السابق، وأقرت الحكومة المؤقتة انها تلقى صعوبات في السيطرة على الوضع في الجنوب وناشدت روسيا ارسال قوات الى قيرغيزستان للمساعدة على وقف اعمال العنف.
ازاء ذلك، قالت رئيسة الحكومة المؤقتة روزا اوتونباييفا ان منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا لا تعتزم ارسال قوات حفظ سلام الى قرغيزستان لوقف اعمال العنف العرقي.
وأضافت ان المنظمة ترى حتى الآن ان «ارسال قوات لحفظ السلام غير ملائم»، مشيرة الى المحادثات التي أجراها امس الاول مسؤولو منظمة معاهدة الامن الجماعي التي تضم جمهوريات سوفييتية سابقة.
من جهة اخرى، قالت اوتونباييفا ان قرغيزستان ستجري استفتاء على الدستور الجديد في موعده رغم الاضطرابات العرقية.