واشنطن ـ أحمد عبدالله
أثارت زيارة نظمتها وزارة الخارجية الاميركية لوفد من ممثلي الصناعات التكنولوجية الاميركية الى سورية جدلا لايزال مستمرا في واشنطن حول سياسة ادارة الرئيس باراك اوباما تجاه دمشق.
ففيما أكد الناطق بلسان وزارة الخارجية فيليب كراولي اول من امس للصحافيين في واشنطن ان الوزارة ناقشت الزيارة مسبقا مع اعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وعدد من قيادات مجلس النواب وانها لم تجد اعتراضا من اي منهم، أعربت جهات أخرى عن معارضتها للزيارة فور الاعلان عنها. وقاد المعارضة معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى وانضم اليها عدد من اعضاء الكونغرس ممن عرفوا بدعمهم لاسرائيل. وقال ديفيد شينكر نائب مدير المعهد الذي يتمتع بنفوذ كبير في المجلس التشريعي الاميركي ان الادارة تعتقد انها ستحصل على قدر ما من التعاون مع سورية.
وتابع «مشكلتنا معهم (اي مع الادارة) هي هنا بالذات. ان اي تصور بان السوريين سيستجيبون لهذه المحاولات ويبدأون تعاونا مفاجئا معنا لاننا مهذبون ونريد الحوار هو وهم كبير». واضاف «قدمنا للسوريين قطع غيار الطائرات وأنهينا معارضتنا لعضويتهم في منظمة التجارة العالمية وارسلنا سفيرا جديدا والنتيجة هي ان الادارة لم تحقق اي تقدم. انها مداخل ساذجة».
الا ان عضوا بالكونغرس كان اقل ديبلوماسية في وصف موافقة وزارة الخارجية على ترؤس مستشار كلينتون للوفد الاميركي. فقد قال العضو للصحافية الاميركية لورا روزن ان ارسال الوفد هو قرار «احمق وجاهل». معتبرا ان الادارة تسعى الى التأثير في مواقف دمشق عبر مداخل عديدة واضاف «غير ان من الصعب تصور انهم فكروا في هذا المدخل الاحمق».
وكان مستشار لاحد اعضاء الكونغرس قد صرح لصحيفة «وول ستريت جورنال» قائلا ان وزارة الخارجية عللت الزيارة بمحاولتهم اختراق سورية تكنولوجيا لنشر مبادئ الحرية. وتابع «سمعنا كلاما كثيرا من الوزارة كانت تلك هي خلاصته. انهم يسعون الى اختراق البنية التحتية التكنولوجية للسوريين ويتصورون ان السوريين سيجلسون ليراقبوا ذلك وهم يصفقون. انها خطة بلهاء».
وردت وزارة الخارجية على آراء منتقديها بتصريح ادلى به كراولي اول من امس وقال فيه ان الزيارة «تسهل من عمل المؤسسات والمصالح الاميركية بفتح مجالات جديدة للتكنولوجيا الاميركية في اسواق صاعدة وتوسعة مدى علاقاتنا مع كل من الحكومة والشعب السوريين ودعم الحقوق والقيم التي تحدثت عنها الوزيرة كلينتون في خطابها عن حرية الانترنت العام الماضي».
وكان الوفد الأميركي مثار الجدل، زار سورية برئاسة اليك روس مستشار وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون على رأس وفد يضم ممثلين عن شركات اميركية عملاقة تعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات.