أعلنت الحكومة المؤقتة في قرغزستان أمس أن الاشتباكات اندلعت مجددا بين ابناء القوميتين القرغزية والأوزبكية خلال الليل باستخدام قنابل يدوية، فيما تصاعدت أزمة اللاجئين الفارين من العنف في جنوب قرغزستان العالقين على الحدود مع اوزبكستان بشكل سريع. وظل الوضع متوترا إلى حد كبير نهار امس في مدينتي أوش وجلال أباد جنوب قرغزستان اللتين شهدتا أغلب الاشتباكات وسقط فيها اكثر من 179 قتيلا بحسب الاحصاءات الرسمية. ولاستيعاب الوضع الانساني المتفاقم، ذكرت السفارة الأميركية في موسكو أنه من المقرر أن الديبلوماسي الأميركي روبرت بلاك توجه إلى العاصمة القرغزية بيشكيك لبحث كيفية التعامل مع «الأزمة الإنسانية المأسوية». خاصة أن البلاد تحتضن قاعدة عسكرية اميركية.
ومن ناحية أخرى، تقطعت السبل بنحو 60 ألف لاجئ على الحدود القرغزية مع أوزبكستان، التي أغلقت أبوابها أمام المدنيين الفارين من العنف أمس الأول.
مما دعا المفوض الاعلى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس الى مناشدة البلدان المجاورة لاوزبكستان وقرغيزستان والمجموعة الدولية الى تقديم مساعدة للحؤول دون تحول «مأساة» المواجهات الى «كارثة».
وقال غوتيريس لاذاعة دويتش لاند فونك الالمانية، ان «ما يحصل في قرغيزستان بين القرغيز والاقلية الاوزبكية، هو مأساة حتى الآن ويمكن ان يصبح كارثة».
واضاف غوتيريس الذي انهى زيارة الى برلين استمرت يومين، ان «من الضروري جدا ايجاد حل سياسي.. وعلى البلدان المجاورة والمجموعة الدولية القيام بكل ما في وسعها لمساعدة الحكومة الانتقالية القرغيزية على احلال السلام والاستقرار».
وقال «آمل في ان يفعلوا ذلك». واعلن تأييده ارسال دعم عسكري دولي.
وقال ان «الرئيسة الانتقالية لقرغيزستان طلبت هذا الحضور. ما يعني ان السلطات القرغيزية تقر بأنها ليست قادرة على اعادة السلام، وسيكون ارسال قوات سلام دولية امرا مفيدا».
وتعود التوترات العرقية الى أبريل الماضي عقب الإطاحة بالرئيس كرمان بك باكييف، حيث دارت معارك بين الأغلبية القرغزية والأقلية الأوزبكية في الجنوب. وذكرت الأمم المتحدة أن تجدد العنف في يونيو استهدف الأوزبكيين بشكل خاص.