غير عابئة بالانتقادات الدولية بعد اعتدائها على اسطول الحرية، استقبلت اسرائيل المبعوث الأميركي جورج ميتشل العائد الى المنطقة لاستكمال محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بالاعلان عن بناء 1600 وحدة استيطانية شمال القدس المحتلة.
وقبل أن يلتقي ميتشل كبار المسؤولين الاسرائيليين لبحث آخر تطورات المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين أمس، اقرت لجنة «التخطيط والبناء» في القدس المحتلة بناء الوحدات الاستيطانية هذه في حي رامات شلومو شمال العاصمة المقدسة، وأقرت من الناحية القانونية اقامة الحي الاستيطاني.
وقد وصف رئيس دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية احمد قريع المشروع الاستيطاني هذا بـ «الخطوة الخطيرة نحو تهويد واسرلة القدس المتواصلة».
وقال قريع في بيان اول من امس ان الجهود المبذولة لاعادة احياء عملية السلام ستظل عبثية ما لم تتوقف هذه السياسات الاستيطانية وكل الانتهاكات المستمرة في القدس الشرقية.
من جهته، دعا تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين مبعوث الإدارة الأميركية ميتشل إلى عدم إضاعة الوقت في اللقاء والحديث مع حكومة إسرائيلية لا تحترم التزاماتها.
في غضون ذلك، عقدت الحكومة الامنية الاسرائيلية أمس اجتماعا لبحث ما اعتبرته تخفيفا للحصار المفروض منذ اربعة اعوام على قطاع غزة، بضغط من المجموعة الدولية.
وبحث الوزراء الـ 15 في هذه الحكومة لائحة من المنتجات الجديدة التي يفترض ان يسمح بدخولها بالاضافة الى اعطاء الضوء الاخضر بعد اشهر من التعطيل لمشاريع بناء مدارس ومبان عامة اخرى تمولها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا).
في المقابل، اشار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى ان الحصار البحري سيظل ساريا على القطاع معتبرا انه اساسي لمنع تحول غزة الى «مرفأ ايراني» لتمرير الاسلحة بحرا ومن بينها صواريخ يمكن ان تهدد وسط اسرائيل.
إلا أن الخطوة الاسرائيلية لم تلق قبولا من حكومة حماس حسبما اعلن رئيسها اسماعيل هنية الذي طالب برفع الحصار كليا.
في غضون ذلك، اعلن المكتب الاعلامي للامين العام للامم المتحدة بان كي مون انه لايزال يأمل ان توافق اسرائيل على دعوته الى اجراء تحقيق دولي في شأن الاعتداء على اسطول الحرية الذي كان ينقل مساعدات الى قطاع غزة.
من جهته، أعلن سفير إسرائيل في واشنطن مايكل أورن إن الولايات المتحدة لم تطلب من إسرائيل رفع الحصار البحري المفروض على قطاع غزة.
وقال أورن في مقابلة أجرتها معه الإذاعة العامة الإسرائيلية أمس إنه التقى مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وان إسرائيل والولايات المتحدة توصلتا إلى تفاهمات حول سبل مواجهة «التهديد من غزة» ولم يتم الحديث عن رفع الحصار البحري عن القطاع.
وتابع أن كلينتون عبرت عن «رغبة بالغة» في لقاء وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الذي امتنع مسؤولون أميركيون في الماضي عن التقائه بسبب مواقفه المتطرفة وتصريحاته المعارضة للمفاوضات مع الفلسطينيين والتوصل لاتفاق سلام.