بيروت ــ عمر حبنجر
بات الجيش يسيطر على ثلث المخيم ويتحكم في الثلث الثاني بالنار فيما تتحصن جماعة فتح الاسلام بالثلث الاخير وهم في وضع بائس.
وقد سجل انهيار العديد من مجموعات هذا التنظيم وفرارهم من المباني التي اقتحمها الجيش في اطار مطاردة القناصة.
وتقدم مغاوير الجيش من الناحية الشمالية للمخيم واستولوا على الموقع الاستراتيجي المعروف بالخان، كما سيطر الجيش ناريا على مركزي صامد والتعاونية والمواقع على طريق المحمرة.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبدالعال ان الجيش اللبناني تمكن من احكام السيطرة على نقطة الارتكاز الرئيسية لجماعة فتح الاسلام في مخيم نهر البارد.
واضاف، في تصريح له امس، نحن الآن امام مرحلة جديدة قد تفسح المجال امام الاتصالات السياسية على ضوء سيطرة الجيش حتى الحدود الشمالية للمخيم.
وقال ان الضربة التي وجهها الجيش الى هذه الجماعة جعلتها في موقف ضعيف جدا، وليس امامهم سوى الاستسلام، ومواجهة وضع صعب للغاية حيث يحملهم الفلسطينيون مسؤولية مصير المخيم.
وتشير معلومات شبه رسمية الى ان الجيش فقد خمسة شهداء منذ بدء المعارك امس الاول مقابل 22 قتيلا لفتح الاسلام.
وقالت الوكالة الوطنية للاعلام ان الجيش اللبناني طهر امس موقع التعاونية القريب من موقع الخان الذي سقط خلال الليلة ما قبل الماضية مستخدما جميع انواع الاسلحة.
واشارت الى ان الجيش يضيق الخناق على هذه الجماعة بعد تراجعها من مواقعها الاساسية، وقد خاض الجيش بدءا من الساعة 11 ظهرا معركة ضارية في شمال المخيم مركزا قصفه على المباني التي تتواجد فيها هذه الجماعة، وتولى مشاة الجيش تمشيط المناطق التي ارتد عنها المسلحون.
المواجهات امس بدأت في السادسة صباحا على المحور الشمالي للمخيم وتخللها قصف ميداني وصاروخي، ثم احتدمت المواجهة نحو الحادية عشرة على محور المحمرة، حيث اغتال مسلحو الفتح رجال الجيش وهم في مهاجعهم في بداية الاحداث، وقد استخدمت مدفعية الدبابات على هذا المحور.
اما محور المدخل الجنوبي باتجاه بحنين فقد شهد قصفا ميدانيا عنيفا ومشاركة الزوارق البحرية التابعة للجيش.
وتدخلت مروحيات الغازيل لتصحيح رمايات المدفعية، وشاركت بالاعمال القتالية بواسطة مدافعها الرشاشة.
اعمال القصف كانت امس اقل حدة مما حصل امس الاول، وقد تركزت امس على موقع الخان وصامد وسكة الحديد.
وكانت قيادة الجيش اللبناني اعطت فرصة للوساطات والاتصالات السياسية بينما كانت القوى العسكرية تعزز مواقعها، مفسحة الفرصة في الوقت ذاته لنزوح اكبر كم ممكن من سكان المخيم الذين حاولت فتح الاسلام اتخاذهم كدروع بشرية.
لكن الامور سرعان ما وصلت الى الجدار المسدود، خاصة بعد رفض هذه المجموعة كل العروض التي قدمت اليها في الساعات الاخيرة، واعلانها على لسان المتحدث باسمها ابوسليم طه انها ستقاتل حتى آخر قطرة دم، لا بل بادرت الى وضع شروط، فتم اتخاذ قرار الحسم وابلغت كل القيادات السياسية اللبنانية بالامر، متوقعة الا تتجاوز المسألة يوم الاثنين المقبل. وحسب مصدر امني فإن قرار الحسم لا يعني السيطرة التامة على المخيم، بل تضييق الخناق على هذه الجماعة وتقديمها عبرة لمن يعتبر.
في هذا الوقت، تحدثت رابطة علماء فلسطين عن التوصل الى «هدنة انسانية» لمدة اربع ساعات اعتبارا من الساعة الثالثة من بعد الظهر، وان الجيش اللبناني وافق على الهدنة، واستمرت حتى السابعة مساء، وهدف هذه الهدنة سحب الجرحى من داخل المخيم، وقدرت الرابطة عدد الجرحى بأربعين.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )