اكد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان ايران قادرة على شن هجوم على اوروبا بواسطة «عشرات او حتى مئات» الصواريخ، الامر الذي دفع بواشنطن الى اجراء اعادة نظر جذرية بنظامها الدفاعي المضاد للصواريخ.
وقال غيتس في جلسة في الكونغرس «من بين عناصر المعلومات التي ساهمت في قرار منهج التكيف المرحلي إدراك أن ايران اذا شنت فعليا هجوما صاروخيا على اوروبا لن يكون ذلك مجرد صاروخ او اثنين او بضعة صواريخ».
واضاف «بل سيكون على الأرجح هجوما بوابل من الصواريخ حيث من المحتمل ان نتعامل مع عشرات بل ومئات الصواريخ».
وعبر غيتس عن يقينه في ان الصواريخ الاعتراضية التي يجري تطويرها «ستعطينا القدرة على حماية قواتنا وقواعدنا ومنشآتنا وحلفائنا في أوروبا».
وقال غيتس ان لنشر هذه الانظمة الاعتراضية بحلول 2020 تقريبا أهمية حاسمة لا بسبب خطر صواريخ ايران وكوريا الشمالية فحسب وانما لاعتقاده «انه بحلول 2020 قد نرى هذا الخطر من دول اخرى خصوصا اذا لم ننجح في منع ايران من صنع اسلحة نووية».
غير ان غيتس كان قد حاول في وقت سابق في الجلسة تهدئة مخاوف روسيا بشأن المنهج الأميركي الجديد الخاص بالدفاعات الصاروخية في اوروبا من خلال التهوين من شأن قدرة الانظمة على التصدي لهجوم واسع النطاق من روسيا.
وقال «دفاعاتنا الصاروخية ليس لها القدرة على التصدي لترسانة روسيا الاتحادية الضخمة والمتطورة. وبالتالي فالدفاعات الصاروخية الأميركية لا ولن تؤثر على الردع الاستراتيجي الروسي».واضاف «الروس يعرفون ان دفاعاتنا الصاروخية مصممة لاعتراض عدد محدود من الصواريخ التي تطلقها دولة مثل ايران او كوريا الشمالية».
وكانت حكومة اوباما اشارت الى امكانية ان تساهم موسكو في منظومة الدفاع الصاروخي بالاشتراك مع الولايات المتحدة. لكن غيتس قال «لا يوجد اتفاق في الآراء بشان الدفاع الصاروخي. فالروس يكرهونه. وهم يكرهونه منذ اواخر الستينيات وسيكرهونه دائما وذلك في الأغلب لأننا سنبنيه ولن يقوموا هم بذلك».
الى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أندريه نيسترينكو امس أن العقوبات الجديدة التي أقرها مجلس الأمن ضد جمهورية إيران الإسلامية لن تؤثر على عملية إنشاء محطة «بوشهر» النووية الإيرانية.
ونقلت وكالة أنباء «نوفوستى» الروسية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله «إن عقوبات مجلس الأمن لن تقف حائلا أمام استكمال بناء محطة بوشهر الإيرانية».
بدوره، أكد الرئيس الروسي دميتري مدفيديف أن روسيا أيدت قرار مجلس الأمن الدولي بشأن فرض عقوبات جديدة شديدة على القيادة الإيرانية لأن إيران لا تريد التوصل إلى اتفاق لحل ملف برنامجها النووي غير انه قال في حديث مع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إن فرض العقوبات الاحادية الجانب على إيران سيزيد الوضع سوءا وسيلحق ضررا جديا بالحوار مع طهران.
وأعاد مدفيديف إلى الاذهان ان موسكو وواشنطن اتفقتا على أن تحمل هذه العقوبات طابعا جماعيا، مشيرا الى ان العقوبات التي قد تتخذ من قبل اي دول اخرى ستؤدي الى تدهور الوضع لأنها ليست منسقة دوليا.
وذكر الرئيس الروسي أن المجتمع الدولي تمكن من تنسيق موقف مشترك وبناء من إيران، موجها انتقادات الى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اللذين أقرا مؤخرا حزمة من العقوبات الأحادية الجانب ضد ايران.
واضاف الرئيس الروسي في المقابلة التي نشرتها وسائل الاعلام الروسية امس أن مثل هذه العقوبات ستلحق ضررا بالاتفاقيات الموجودة بين الدول الكبرى لأنها في نهاية الامر قد تشمل دولا أخرى مذكرا ان هذا الأمر لم تتم مناقشته في أثناء صياغة مشروع القرار الدولي حول العقوبات ضد إيران والموافقة عليه في مجلس الامن الدولي.
وقال مدفيديف: «علينا أن نبني الحوار مع إيران وفي بعض الأحيان أن نضغط عليها وأن ندفعها الى موقف بناء أكثر، ولكن هذه الضغوط يجب الا تثير مشاكل للسكان المدنيين ويجب أن نتخذ القرارات بالاجماع».