هدد حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا اول من امس بنقل عملياته العسكرية الى المدن التركية اذا واصلت انقرة هجماتها على مقراته، داعيا في الوقت ذاته الى حل سلمي للمسألة الكردية.
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن أحمد دنيز مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب قوله «قمنا خلال الفترة المنصرمة بتوزيع عناصرنا على جميع المناطق التركية وهم موجودون هناك حاليا واذا واصلت انقرة الهجمات ضدنا فسنعمم نشاطاتنا العسكرية في جميع المدن التركية لأننا مضطرون الى الدفاع عن انفسنا».
ودعا من مقره في منطقة جبل قنديل الوعرة الواقعة على المثلث الحدودي بين العراق وايران وتركيا الى «حل القضية الكردية في تركيا بالطرق السلمية»، واضاف «لذا، نكررها مرة اخرى، ان هذه المسألة لن تعالج الا بالطرق السلمية والديموقراطية وقلنا مرارا وتكرارا إن العمليات العسكرية لن تعالج المشكلة».
الثمن الضروري
بدوره، تعهد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالقضاء على حزب العمال الكردستاني الذي وصفه بالجماعة الارهابية، اذ قال إن «قتالنا سيتواصل حتى القضاء على (هذه) المنظمة الارهابية».
وندد أردوغان بالهجوم الذي وصفه بـ «الجبان»، مؤكدا انه لن يزعزع تصميم البلاد على التصدي للمتمردين الاكراد «حتى النهاية» فتركيا «مستعدة لدفع الثمن» الضروري لـ «القضاء» على حزب العمال الكردستاني.
وجاء ذلك في رسالة تعزية الى القائد العام للقوات المسلحة بعد وفاة 11 جنديا في هجمتين منفصلتين لحزب العمال الكردستاني اول من امس قرب الحدود مع العراق.
ويشير بيان نشر على موقع رئاسة أركان الجيش التركي الى ان مسلحي حزب العمال الكردستاني قد بدأوا القتال بالهجوم على وحدة حدودية في الجيش التركي حوالي الساعة الثانية فجر اول من امس، ما أدى الى مقتل تسعة جنود وجرح 14 آخرين في الهجوم، كما قتل جنديان آخران في انفجارات ألغام ارضية.
وقال الجيش في بيانه إنه رد بهجمات بطائرات الهليكوبتر على «المتمردين» ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 منهم، كما قامت الطائرات المقاتلة التركية بشن غارات على مواقع حزب العمال الكردي داخل الاراضي العراقية.
تصاعد العنف
وفي وقت لاحق، أعلن مصدر أمني في اقليم كردستان ان «قوة تركية توغلت بعمق عشرة كيلومترات مساء اول من امس في شمال العراق في منطقة شمرشة التابعة لمنطقة سيده كان في محافظة اربيل».
واضاف ان «المواجهات بدأت العاشرة مساء واوقعت ثلاثة قتلى». إلا انه لم يوضح ما اذا كانوا من المتمردين.
وكان دنيز قال إن «قوة عسكرية تركية تضم حوالي 80 عنصرا دخلت مساء الجمعة الأراضي العراقية وفي الثانية فجرا قامت قواتنا بضربها وقتلت منهم نحو 20 شخصا واستولت على كمية كبيرة من الذخيرة».
وقد تصاعدت حدة العنف بين الجيش التركي والانفصاليين الأكراد بشكل كبير في الاشهر الاخيرة. ويقول الجيش التركي إنه قتل حوالي 120 متمردا منذ شهر مارس.