واشنطن ـ أحمد عبدالله
قال خبير الشؤون الاستراتيجية الاميركي المعروف أنتوني كوردسمان ان إعلان ايران عن خطة جديدة لإقامة 4 مفاعلات إضافية يمكن ان يكون تمويها لاتجاه جديد في طهران يرمي الى تخصيب المزيد من اليورانيوم الى مستويات أعلى من 20% في نطنز ويثير قلقا حقيقيا حول صدق مزاعم
طهران بسلمية برنامجها النووي.
وقال كوردسمان في تصريحات خاصة لـ «الأنباء» ان القرار الايراني «خضع لدراسة مستفيضة من قبل خبراء الشؤون النووية ولم يخلص احدا منهم الى ان هذا القرار يعكس قدرا من الجدية في ذاته». وفسر كوردسمان ذلك بقوله «في تقديرنا فان القرار يهدف الى إخفاء خطة اخرى تقضي بتوسعة قدرات التخصيب الى حد ملموس في نطنز على نحو يثير القلق حول مستويات التخصيب التي يرغب الإيرانيون في الوصول اليها».
وقال كوردسمان «ان ايران لم يسبق ان شيدت مفاعلا نوويا من قبل. ومنشآت التخصيب الحالية ليست مفاعلات. وحتى بالنسبة لمفاعل آراك فان عملية بنائه تتعثر على نحو مستمر حتى الآن. واعتقد ان كل تلك العوامل تجعل القلق على تطبيق معايير الأمن والحيلولة دون حدوث كارثة نووية امورا مشروعة تماما. لقد قال صالحي ان خطة بناء المفاعل الاول ستنفذ بالكامل خلال خمس سنوات وهو بطبيعة الحال تقدير بالغ التفاؤل. ولكن المشكلة ان الضغوط التي يضعها الساسة في ايران على علماء الطاقة النووية هناك يمكن ان تفضي الى أخطاء في البناء ومن ثم الى ارتفاع كبير في احتمالات حدوث مشكلات تقنية كبيرة مستقبلا».
وتابع «اعتقد ان الإيرانيين يدركون ان هدف إقامة 5 مفاعلات جديدة مع الانتهاء من المفاعل الاول فيها بعد 5 سنوات فقط هو هدف غير معقول. ويثير ذلك تساؤلات عن الهدف الحقيقي من تصريحات صالحي. وفي تقدير كثيرين هنا ان الهدف الحقيقي هو توسعة منشآت التخصيب في نطنز وليس اقامة مفاعل بعد 5 سنوات. ويطرح ذلك تساؤلا جديدا حول مستوى التخصيب الذي ستقفز اليه عمليات نطنز. الأمر كله يثير قلقا حقيقيا لدينا سواء كان صالحي صادقا في هدف الـ 5 سنوات او كان الإعلان مجرد تمويه لمشروع جديد بتوسعة القدرات التخصيبية في نطنز».