عواصم ـ هدى العبود والوكالات
قال السفير الأميركي لدى العراق كريستوفر هيل أمس الاول انه يتعين على الساسة العراقيين أن يتفقوا فيما بينهم على تشكيل حكومة جديدة وان الولايات المتحدة لا يمكنها أن ترغمهم على الاتفاق على حكومة. وقال كريستوفر هيل الذي كان يتحدث في مركز أبحاث تشاثام هاوس في لندن إن الكثيرين من الناس تساءلوا لماذا لم تبلغ الولايات المتحدة العراقيين بما عليهم ان يفعلوه. لكنه أضاف ان هذا لم يحدث في 2006 عندما شكل رئيس الوزراء نوري المالكي حكومة وحدة وطنية بعد مفاوضات مطولة وبينما كان للولايات المتحدة دور أكثر نفوذا. وقال ان الولايات المتحدة لن تفعل هذا الآن «لأنه لن ينجح». ورغم الصعوبات قال هيل انه يعتقد ان الساسة العراقيين سينجحون في تشكيل حكومة جديدة. واضاف قائلا «سنبذل كل ما في وسعنا للمساعدة.. لكننا لا يمكننا ان نقول للعراقيين كيف يشكلون حكومتهم».
الانسحاب الاميركي
وعلى الرغم من تصاعد وتيرة الأعمال الدموية منذ الانتخابات البرلمانية في مارس الماضي، قال هيل ان الولايات المتحدة ستفي بتعهدها بسحب قواتها من العراق العام المقبل. وأضاف قائلا «من المهم جدا ان يتفهم العراقيون اننا وقعنا اتفاقا امنيا واننا سنفي بذلك الاتفاق الأمني 100%». الفراغ السياسي كان كذلك محور المباحثات التي أجراها الرئيس السوري بشار الأسد مع رئيس المجلس الإسلامي الأعلى العراقي عمار الحكيم في دمشق أمس، حيث أعرب الرئيس السوري عن أمله في «الوصول إلى موقف موحد بين القوى السياسية العراقية لتشكيل حكومة وطنية ترعى مصالح الشعب العراقي وتكون المدخل لعودة الأمن والاستقرار للعراق وللمنطقة بشكل عام». كما شملت المباحثات العلاقات الثنائية وأهمية تعزيزها وآفاق تطويرها على المستويات كافة. من جانبه أعرب الحكيم، بحسب بيان رئاسي سوري عن «تقديره للمواقف السورية تجاه قضايا الشعب العراقي وتقديم يد المساعدة والدعم للحفاظ على امن واستقرار العراق ووحدة أراضيه».
أنباء سارة
ورأى الكاتب والمحلل السياسي العراقي فاضل الربيعي أن زيارة الحكيم مهمة «لأنها تأتي في إطار المشاورات والمداولات الجارية لتشكيل حكومة عراقية جديدة»، لافتا إلى أن الحكيم «لاعب مهم يقود تحالفا سياسيا يمكن اعتباره بيضة القبان في التوازنات السياسية». وأضاف الربيعي لـ «الأنباء» ان الحكيم «قد يحمل ما يمكن اعتباره أنباء سارة عن استعداد التحالف الوطني لإعطاء رئيس القائمة العراقية إياد علاوي فرصة في البرلمان العراقي لتشكيل الحكومة بوصفه زعيم القائمة الفائزة وهو أمر من شأنه أن ينهي الجدل حول الكتلة الأكبر والقائمة الفائزة»، مضيفا أن «دمشق بالتأكيد ستدفع بهذا الاتجاه».