غداة مرافعة تخللها شرح مسهب يتعلق بأوضاع القطاع الكهربائي في العراق، وافق رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي امس على استقالة وزير الكهرباء كريم وحيد اثر تظاهرات صاخبة عمت ارجاء البلاد احتجاجا على انقطاع التيار في ظل درجات حرارة قاربت الستين في الجنوب خصوصا.
بموازاة ذلك، قال المالكي إن التدخلات الإقليمية والدولية التي تمارسها أطراف داخلية وخارجية عقدت مسارات عملية تشكيل حكومة عراقية جديدة. وقال المالكي في حديث لصحافيين في بغداد إن «دخول العامل الإقليمي أو العامل الدولي على قضية تشكيل الحكومة هو الذي عقدها، وهو الذي صنع الكثير من العقد التي ما زلنا نعاني منها».
واضاف المالكي «أقول مع الأسف إن العامل الخارجي زحف على العامل الوطني زحفا كبيرا بحيث أصبح العامل الوطني معطلا إلى درجة كبيرة جدا من اتخاذ أي قرار وهذه ظاهرة خطيرة ينبغي أن تسجل.. وهي أن الذين كانوا على رأس العملية السياسية تنازلوا بملء ارادتهم للعامل الخارجي».
واشار المالكي إلى أن التدخلات الاقليمية سوف تعقد المسألة، وأنا أعتقد أنه لن نصل إلى حل»، مضيفا أن مثل هذه التدخلات تعني بقاء أمر تشكيل حكومة مقبلة مرهونا بما سيئول إليه صراع هذه الدول وأجنداتها السياسية. ومازالت جميع الأطراف السياسية مختلفة فيما بينها حول مسميات قانونية، مثل تسمية الكتلة النيابية الأكبر عددا والتي يعطيها الدستور العراقي حق تشكيل الحكومة وتسمية المرشح لمنصب رئيس الوزراء. ولم تتمكن الأطراف السياسية من حل هذه الخلافات حتى الآن، ويخشى كثيرون أن يفتح ذلك الباب أمام احتمالات تدخلات دولية لحسم هذه الخلافات.
وجدد المالكي رفضه لاقتراح تشكيل طاولة مستديرة تلتقي حولها الأطراف السياسية المتنازعة من أجل حسم خلافاتها، خصوصا تلك المتعلقة بتسمية مرشح لرئاسة الحكومة. وقال المالكي إن «عقد طاولة مستديرة دون أي ملامح لاتفاق سيكون مصيره الفشل». وأضاف أن الطاولة المستديرة «ستزيد القضية تعقيدا. حينما تفشل الطاولة وهي فاشلة 100% لأنه لم يكن هناك أي اتفاق أولي».
وعودة الى المظاهرات التي امتدت في الجنوب وبغداد والرمادي، ضمن سلسلة من الاحتجاجات انطلقت خلال الايام الماضية تنديدا بانقطاع الكهرباء، ندد المالكي بـ «تسييس» المظاهرات قائلا «هناك فرق بين مظاهرة وشغب مثلما حصل في البصرة، هذا كان شغبا، هناك فرق بين خروج المواطنين في تظاهرة مطلبية، وان يتم تسييس الملف ويتحول الى اعمال شغب».
واضاف «لا نسمح بأن تكون (التظاهرات) فرصة للذين يريدون تحريكها لاغراض سياسية».
وفي هذا السياق، قال المالكي «قطعنا عمليات التجاوز على خطوط الكهرباء وتشغيل محلات للحدادة والنجارة، هناك ثلاثون الف متجاوز على الشبكة في البصرة فقط».
وندد بـ «العصابات التي تعبث بالكهرباء»، مشيرا الى ان «محيط بغداد لديه 24 ساعة كهرباء، لكن وسط بغداد بالكاد ساعتين لان العصابات تفرض على محطات التوزيع ألا يطفأ في هذه المحطة او تلك في مناطق كنا نسميها ساخنة».
وتابع «وضعنا افواج حماية، وسنتخذ اجراءات رادعة كما ان الترشيد هو السبيل الوحيد لاستمرار التيار، سنعمل على محاربة الفساد والتجاوزات، وهذا يخفف المعاناة لكنه لا يحلها».
وكلف المالكي وزير النفط حسين الشهرستاني بتولي مهام وزارة الكهرباء خلال الأيام المقبلة.
وقال عاصم جهاد المتحدث باسم وزارة النفط إن «المالكي كلف الشهرستاني لقيادة وزارة الكهرباء إضافة إلى وظيفته كوزير للنفط، لحين تشكيل الحكومة الجديدة لان الحكومة الحالية أوشكت على الانتهاء وبالتالي فلا حاجة لتعيين وزير جديد».
وعمت التظاهرات الصاخبة البصرة السبت سقط خلالها قتيل وجريحان، كما جرت تظاهرات مماثلة الاثنين في النجف والناصرية حيث اصيب 17 من عناصر الشرطة بجروح، اضافة الى تظاهرات جرت في كربلاء والرمادي امس الاول.