بيروت ــ عمر حبنجر
شارف الجيش اللبناني على الاجهاز على منظمة فتح الاسلام، وبدا للمراقبين العسكريين تراجعا في زخم النار الصادرة عن هذه الجماعة في مربعها الاخير، ما يعني ان مستويات ذخيرتها قد هبطت في واقع حصاري لا يمكنها اختراقه. وتزامن هذا التراجع في الموقف العسكري لهذه المنظمة مع تقدم ملموس للحركة السياسية الداخلية، خصوصا على مستوى توسيع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة كي تصبح صالحة لشعار الوحدة الوطنية.
وقد أطلع العماد ميشال سليمان، قائد الجيش، الرئيس اميل لحود على تطورات الوضع في نهر البارد، والمهام التي يقوم بها الجيش لوقف اعتداءات مسلحي فتح الاسلام، وقد حيا الرئيس لحود تضحيات العسكريين وعزى قائد الجيش بشهدائه، واصفا الجيش بحامي المؤسسات.
بدوره، النائب سعد الحريري اشاد بالنتائج التي اسفرت عنها عملية الجيش اللبناني في نهر البارد حتى الآن، سواء لجهة التقدم الذي احرزه على صعيد مطاردة عصابة العبسي وفلول المسلحين التابعين لنظام المخابرات المشؤوم او لجهة الدقة والتركيز في الحرص على ارواح المدنيين من مواطنين لبنانيين وفلسطينيين.
ورأى النائب الحريري ان المراحل الاخيرة من العملية العسكرية تتطلب تضافر الجهود لدعم الجيش اللبناني وقياداته لتمكينه من وضع حد نهائي لنشاط هذه العصابة واحالة الموقوفين والمستسلمين منها الى العدالة. واضاف الحريري: ان هذه المجموعة المسلحة اتت الى لبنان لاداء وظيفة امنية ـ مخابراتية خطيرة لا علاقة لها بحركة فتح وقيادتها المعروفة لكل اللبنانيين والعرب.
في المعلومات الميدانية، فقد تجددت الاشتباكات حول «المربع الاخير» لعناصر فتح الاسلام في نهر البارد بعد ليل ملتهب فجرت استقراره جرافة حاولت جماعة فتح الاسلام بواسطتها حفر خنادق ومرابض لمدفعية الهاون، لكن القنابل المضيئة كشفتها في الوقت المناسب، وتكفلت مدفعية الجيش بتدمير الجرافة وبعثرت ما حولها وألحقت اصابات قاتلة بالعاملين عليها وحولها.
واستمرت الاشتباكات على حدتها حتى الرابعة فجرا عندما افشل الجيش محاولة تسلل على احد مواقع الجيش جنوب المخيم.
وعند العاشرة صباحا تجددت الاشتباكات واستخذم الجيش سلاح المدفعية على نطاق واسع، مما اسفر عن مقتل عنصرين وجرح اربعة، وشاع ان بين القتيلين احد القادة الميدانيين. وطبقا للتقارير الواردة من نهر البارد فإن المواجهات باتت محصورة في الرقعة القائمة بين موقع صامد وروضة القرآن الكريم ومستشفى القدس والتعاونية، بالاضافة الى مقهى خلف ناد لكمال الاجسام، وهي الاماكن المفترض تواجد عناصر فتح الاسلام فيها بكثافة.
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان ثمة انفاقا وسراديب تحت ارض هذا المخيم بمساحة 500 متر مربع اصبحت احداثياتها لدى الجيش، وان اعداد العناصر المقاتلة من الجانب الآخر اكبر مما كان محسوبا.
وتضيف المعلومات ان تفكيك المتفجرات المزروعة في المباني او الطرقات او الجثث يأخذ الكثير من وقت الجيش، كما ان التأني في الرماية تجنبا لاصابة دور العبادة او الاماكن المأهولة يشكل عامل تأخير اضافيا، لكن الجيش ملزم بانجاز مهمة الاجهاز على هذه المنظمة الارهابية في اسرع وقت.
الصفحة في ملف ( pdf )