قال مدير الـ «سي آي إيه» ليون بانيتا امس ان ايران تملك كمية من اليورانيوم تكفي «لصنع قنبلتين»، مشيرا الى انه في وسع هذا البلد حيازة سلاح ذري خلال سنتين اذا اتخذ القرار بذلك، خلال مقابلة أجرتها معه شبكة ايه بي سي الاميركية.
الى ذلك، جددت ايران امس تحذيرها للدول الغربية من تفتيش سفنها في المياه الدولية مؤكدة في الوقت نفسه أنها سترد بقوة على اي اعتراض لسفنها.
وقال مدير عام مؤسسة النقل البحري الايرانية محمد حسين داجمر لوكالة الانباء الايرانية (ايرن): «ان اعتراض السفن الايرانية لن يمر دون رد وان طهران ستستخدم جميع صلاحياتها القانونية للدفاع عن مصالحها الوطنية».
واضاف داجمر ان «اي بلد يحق له صيانة مياهه الساحلية ونحن قادرون على تفتيش اي سفينة مشبوهة وقادرون ايضا على اتخاذ اجراء مماثل مع الدول التي تلتزم بقرار العقوبات رقم 1929 الصادر عن مجلس الأمن الدولي».
ورأى ان «قرار العقوبات الأخير لا يدعو الى تفتيش جميع السفن الايرانية بل السفن التي يشتبه بأنها تحمل صواريخ او معدات السلاح النووي» معربا عن امله في « ألا يصل الأمر الى هذا المستوى لان القضية ستتخذ منحى آخر وستتخذ طهران اجراءات اخرى».
واضاف انه «وفقا للقرارات الدولية فإنه يجب فقط تفتيش السفن المشبوهة ولا يمكن تفتيش باقي السفن العسكرية والسفن التي تحمل المسافرين كما يجب تفتيش هذه السفن في المياه الدولية وبعد اخذ الموافقة من الدولة التي ترفع عملها فوق السفينة المشبوهة».
في سياق آخر، تعهد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بتغيير السياسة الخارجية لبلاده التي قال إنها قسمت العالم طوال عقود طويلة إلى ثلاث كتل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط فيما وصف إيران بالخطيرة.
وقال هيغ في مقابلة مع صحيفة «صندي تلغراف» امس «إن بريطانيا ستقوم بدلا من ذلك بالتركيز على صياغة هوية عالمية مميزة جديدة ستركز كثيرا على الدول الناشئة مثل الهند والبرازيل وتشيلي ودول الخليج العربية».
وشدد على «أن الأيام القديمة ولت حين كانت بريطانيا تتخذ قراراتها على ضوء مدى تأثيرها على الولايات المتحدة أو أوروبا أو منطقة الشرق الأوسط».
وأضاف ان بريطانيا «ستركز اهتمامها الآن على الدول التي تلعب أدوارا أكبر في أحداث العالم وتعزز اقتصاداتها مع تقدم القرن الحالي وعلى بناء تحالفات حيوية في مجالات مثل التجارة والتعليم والثقافة والرياضة والديبلوماسية وحتى العمليات العسكرية المشتركة».
وأشار وزير الخارجية البريطاني إلى أن حكومته الائتلافية «بدأت تطبيق السياسة الخارجية الجديدة وزار بموجبها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الإمارات في طريق عودته من أفغانستان في أول زيارة له إلى هناك منذ تسلمه المنصب في مايو الماضي وستقوم بإيفاد الكثير من الوزراء إلى الهند خلال الأشهر المقبلة في إشارة واضحة إلى نيتها إعطاء أولوية خاصة للعلاقة مع نيودلهي وتطويرها برمتها».
وعن العلاقة الخاصة بين بريطانيا والولايات المتحدة استبعد هيغ احتمال أن تؤثر مشكلة التسرب النفطي في خليج المكسيك وانتقادات الرئيس باراك أوباما لشركة النفط البريطانية (بي بي) على متانة هذه العلاقة في الأشهر المقبلة وكشف أنه «يناقش حاليا مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون سبل التعاون لضمان عدم تكرار وقوع كوارث مشابهة لكارثة بي بي».
ووصف إيران بأنها «خطيرة جدا لأنها تهدد بإطلاق سباق تسلح نووي في منطقة الشرق الأوسط وتهدد المناطق الأقل استقرارا في العالم وتمتلك أكبر كمية من أسلحة الدمار في العالم وتمثل تهديدا خطيرا لمستقبل السلام في العالم».
وقال هيغ إن إيران «تشكل أيضا تهديدا كبيرا على معاهدة حظر الانتشار النووي بسبب استمرارها في تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% ولأغراض غير سلمية وعلينا أن نشدد على أننا لسنا في خلاف مع الشعب الإيراني بل مع حكومته الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي وتتصرف من موقع التحدي وعدم الاكتراث بالمعاهدة ولهذا السبب نتعامل معها بمحمل الجد ونبذل الكثير من الجهد في سبيل ذلك».
وأضاف هيغ أن إقامة علاقة أفضل مع روسيا تأتي على رأس جدول أعمال حكومته و«سيقوم بفتح الباب أمام توثيق الروابط مع موسكو ومعرفة ما إذا كانت الأخيرة ستفتح بابها في المقابل ونحن لسنا تحت أي أوهام في هذا التوجه ونعتقد أن تحسين العلاقة مع روسيا يصب في مصلحتنا الوطنية على مر الزمن».