أعلنت مصادر فلسطينية أن عددا من الفلسطينيين أصيبوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنين حاصروا منطقة بطن الهوى بحي سلوان بمدينة القدس المحتلة. وقالت المصادر ـ في تصريحات لها أمس ـ انه تم نقل عدد من الفلسطينيين إلى المستشفيات للعلاج بعد أن تمكنت طواقم الإسعاف من الدخول إلى محيط المنطقة المحاصرة، رغم محاولات منعها من قبل جنود الاحتلال. المواجهات العنيفة اندلعت الليلة قبل الماضية واستمرت أمس، بين المواطنين من سكان المنطقة من جهة وبين الجماعات اليهودية المتطرفة في البؤرتين الاستيطانيتين بيت العسل وبيت يوناتان وعناصر من شرطة وحرس حدود الاحتلال من جهة ثانية. وأصيب خلال تلك المواجهات عدد من المواطنين خاصة المرضى وكبار السن باختناقات جراء قنابل الغاز تطلبت إسعافات أولية، فيما وجدت أطقم الإسعاف صعوبات كبيرة في الوصول للجرحى والمصابين.
وامتدت المواجهات في عديد من أنحاء المنطقة أصاب خلالها المواطنون عددا من سيارات جنود وشرطة الاحتلال، فيما حاصرت قوات معززة من شرطة وجنود الاحتلال المنطقة، وفرضت طوقا عسكريا محكما عليها ومنعت المواطنين من الخروج أو الدخول إليها. وافادت محطات اذاعة محلية بأن 20 فلسطينيا من بلدة سلوان أصيبوا بجراح متفاوتة في المواجهات. واندلعت هذه المواجهات في اعقاب اقتحام عشرات المستوطنين المسلحين البلدة بحماية من شرطة الاحتلال.
من جهة أخرى، قال السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورن إن شرخا يسود العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة وصفه بأنه بمنزلة «تحرك قارات» وليس مجرد أزمة في العلاقات.
ونقلت صحيفتا «يديعوت أحرونوت» و«هآرتس» عن أورن قوله مؤخرا لمسؤولين في دائرة أميركا الشمالية ومركز الأبحاث السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية إن العلاقات الإسرائيلية الأميركية مرت «بشرخ حقيقي مثل الشرخ الذي يحصل في قشرة الكرة الأرضية وبمستوى تحرك قارات». وأضاف «لا توجد أزمة في العلاقات بين إسرائيل والولايات لأنه في الأزمات يكون هناك مد وجزر» بينما الحاصل هو تحول جوهري في السياسة الأميركية تجاه إسرائيل يأتي في إطار تغير شامل ورؤية مختلفة تماما. وأوضح أورن أنه من الصعب جدا ممارسة ضغوط على أوباما «لأن هذا أداء لشخص واحد وهو الذي يتخذ جميع القرارات بصورة مركزية». وأشار أورن الى أنه في أعقاب أحداث أسطول الحرية اعتزم أوباما إصدار بيان يندد بشدة بإسرائيل لكن بفضل المواد الإعلامية التي وزعتها إسرائيل والصور التي أظهرت عنف النشطاء الأتراك، بحسب أورن. كذلك تطرق أورن إلى رئيس طاقم موظفي البيت الأبيض رام عمانوئيل وقال إنه ذخر لإسرائيل وأنه ليس مشكلة بالنسبة لإسرائيل بأي حال من الأحوال. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين رسميين مشاركين في الإعداد لزيارة نتنياهو إلى واشنطن قولهم إن الجانب الإسرائيلي اكتشف خلال الاتصالات أن أوباما يعتزم المطالبة بصورة واضحة برفع الحصار.
من جانب آخر، كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية ان الادارة الأميركية «تمارس ضغوطا» على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للاجتماع بواشنطن الشهر المقبل واطلاق المفاوضات المباشرة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر اسرائيلية «ان الرئيس الأميركي باراك اوباما وكبار المسؤولين في ادارته يمارسون هذه الضغوط على نتنياهو وعباس»، مشيرة الى ان السيناتور الديموقراطي جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي سيحاول خلال زيارته الخاطفة لاسرائيل والاراضي الفلسطينية التوصل الى اتفاق حول هذه المسألة معهما.