واشنطن ـ أحمد عبدالله والوكالات
أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس باراك اوباما محادثات استغرقت قرابة الساعة اول من امس في البيت الأبيض تناولت عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط وقضية البرنامج النووي الإيراني وخطة الأمن في منطقة الخليج. وعقدت المباحثات بين الجانبين على غداء عمل أقامه الرئيس أوباما والوفد المرافق له على شرف الملك عبدالله والوفد السعودي الذي ضم وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ورئيس المخابرات الأمير مقرن بن عبدالعزيز وعددا من الأمراء فيما ضم الوفد الاميركي وزير الدفاع روبرت غيتس ومستشار الأمن القومي الجنرال جيمس جونز وعددا من كبار مسؤولي الادارة.
وأشاد الرئيس اوباما خلال مؤتمر صحافي مشترك ببعد نظر وحكمة خادم الحرمين. وذكر حفاوة الاستقبال خلال زيارته الى السعودية. وأعاد الرئيس الاميركي الى الذاكرة ما وصفه بالاجتماع التاريخي بين الملك عبدالعزيز مؤسس المملكة والرئيس فرانكلين روزفلت قبل 65 عاما ووصف المحادثات بأنها «مثمرة للغاية».
وأشاد اوباما بجهود السعودية لإدخال الاستقرار على الوضع الاقتصادي العالمي بحكم دورها في مجموعة العشرين وجهودها للمشاركة في العمل على تحفيز التعافي الاقتصادي».
وقال الرئيس الاميركي ان المحادثات تناولت التنسيق بين البلدين في مجال مكافحة التطرف والعنف «وقضايا استراتيجية اخرى مثل افغانستان وباكستان وايران وجهودها للحصول على سلاح نووي».
وقال الرئيس الأميركي إنه بحث والعاهل السعودي الملك عبدالله عملية السلام في الشرق الأوسط وأهمية قيام وطن للفلسطينيين إلى جانب دولة إسرائيلية قوية.
وأعرب الجانبان عن أملهما في أن تؤدي المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى استئناف المحادثات المباشرة التي تهدف إلى قيام دولتين تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وامن.
وذكر بيان صادر عن البيت الأبيض ان المسؤولين ناقشا أهمية استئناف المسارين الإسرائيلي ـ السوري والإسرائيلي ـ اللبناني لتحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط.
ورحب الرئيس الأميركي باستمرار ريادة الملك عبدالله في دعم مبادرة السلام العربية.
بدوره شكر خادم الحرمين الشريفين الرئيس الأميركي، وأشار الى ان شعوب العالم ترى في الرئيس الاميركي شخصا محترما وان هذا ما يسمعه الجميع في كل أنحاء العالم. واضاف «لهذا أحب ان أقول للشعب الأميركي انه شعب صديق للمملكة العربية السعودية وللعرب وللإنسانية وهي صداقة تأسست منذ عهد الرئيس روزفلت والملك عبدالعزيز وهي باقية وتزداد قوة وستبقى الى الأبد إذا شاء الله».
وقال خادم الحرمين مازحا «ونتمنى ان يبقى الرئيس اوباما فترة اطول في سدة الرئاسة». ثم شكر الرئيس والشعب الأميركي والإعلام واشار الى الإعلاميين قائلا «الله يكفينا شرهم ويفيدنا من خيرهم». وعقب اوباما ضاحكا «انه دعاء ممتاز».
من جهة أخرى، أكد الزعيمان، دعمهما القوي لمجموعة الخمسة زائد واحد فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني وحثا طهران على الوفاء بالتزاماتها بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
على صعيد آخر، ناقش الرئيس أوباما والملك عبدالله الجهود الدولية لمساعدة أفغانستان ودعمهما للحكومة اللبنانية التي تسعى للحفاظ على سيادتها وأهمية ازدهار اليمن وأمنه والحاجة إلى تشكيل حكومة شاملة وتوسيع الروابط بين عراق موحد يتمتع بالسيادة وجيرانه.
ورحب أوباما بخطوات مكافحة الإرهاب السعودية الناجحة ضد القاعدة، وأعرب عن دعمه لمبادرة الملك عبدالله لتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات.
وكرر التزامه بإغلاق منشآت الاعتقال في خليج غوانتانامو.