اكد الرئيس العراقي جلال طالباني في تصريحات نشرت امس، أن الخطأ الأبرز الذي وقعت فيه المعارضة العراقية السابقة بعد الحرب الأميركية لبغداد هو التباطؤ في تشكيل حكومة مؤقتة قائلا ان «الله أرسل لنا الرئيس الأميركي جورج بوش لإسقاط رئيس النظام العراقي المقبور صدام حسين وترك العراق لمن يحكمه عن طريق الانتخابات».
ونقلت صحيفة الحياة اللندنية عن طالباني، قوله في مقابلة نشرتها امس: «عندنا أحد رجال الدين الكبار في كردستان العراق يقول استنادا الى الآية التي تقول «قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا» ان الله ادخل في قلب بوش ان يذهب لتحرير العراق من الديكتاتورية فذهب محققا هذه الإرادة».
واشار الرئيس العراقي، بحسب الصحيفة، الى انه يعتقد ان «الإيرانيين ساعدوا على اسقاط المقبور على ايدي قوات التحالف، وكانت عندهم قناعة وثبت انها قناعة صحيحة، ان اميركا ستجري انتخابات والحكومة ستكون بأيدي الأكثرية في العراق ولذلك رحبوا بهم».
واكد طالباني، الذي كان احد أركان المعارضة المناوئة للنظام البائد قبل سقوطه، ان المعارضة كانت ترغب في ان تسقط هي نظام المقبور صدام موضحا انه طرح اقتراح بـ «ان نقوم نحن قوات البشمركة )الكردية( وقوات المجاهدين بالاتفاق مع المعارضة داخل الجيش العراقي بإسقاط النظام العراقي البائد مع مساعدة أميركية في الجو أو في منع استخدام أسلحة الدمار الشامل ضدنا ولكنهم )الأميركيين( لم يوافقوا على هذا الرأي».
وقال ان البشمركة «هي التي حررت مدينتي كركوك والموصل لكن تسلمها الأميركيون فورا كي تكون تحت سيطرتهم».
من جهة أخرى، اشار الرئيس العراقي الى انه يعتقد ان «شيعة العراق لن يكونوا أبدا تابعين للشيعة في ايران» بالنظر الى نشوب خلافات بين المراجع الشيعية العراقية «مع إيران حول موضوع ولاية الفقيه» مشبها هذه الخلافات بتلك التي نشبت بين الصين والاتحاد السوفييتي السابق قبل انهيار الشيوعية.
وكشف طالباني في المقابلة النقاب عن ان جاي غارنر أول حاكم أميركي مدني للعراق بعد الحرب وزلماي خليل زاد سفير الولايات المتحدة الحالي في بغداد قاما بزيارة الى كردستان عقب الحرب بفترة قصيرة «وطلبا مني ومن رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني مرافقتهما الى بغداد لتشكيل حكومة عراقية مؤقتة».
وأضاف بالقول: «كانت المعارضة آنذاك مؤلفة من اطراف محدودة لم نستطع نحن المعارضة تشكيل هذه الحكومة ومر شهر من دون ان نتوصل الى نتيجة مما دفع الأميركيين الى ان يسلكوا طريقا آخر».
وأشار طالباني الى ان ذلك حدث في الشهرين الأولين بعد سقوط بغداد في التاسع من ابريل عام 2003 موضحا ان «الفشل من جانب المعارضة في تشكيل هذه الحكومة المؤقتة من اهم اسباب ما حصل لاحقا في العراق حيث تبدل غارنر وأتى بول بريمر وكأنه نائب الملك في الهند».
الصفحة في ملف ( pdf )