في اطار المحاولات الاسرائيلية الدؤوبة للقضاء على هوية القدس المحتلة العربية والاسلامية، كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن إسرائيل تنوي تحويل المنطقة الواقعة خلف الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى، والمعروفة بالقصور الأموية، إلى متنزه توراتي سياحي ببرامج مكثفة في ساعات الليل لتحولها الى «ملهى ليلي».
وأكدت المؤسسة أن السلطات الإسرائيلية توسع من دائرة حفرياتها في تلك المنطقة، وتحديدا في المنطقة الواقعة بين الزاوية الجنوبية الشرقية وبين الزاوية الختنية أسفل محراب الجامع القبلي المسقوف. وأضافت أن إسرائيل تجري أعمال حفريات في نحو 9 مواقع موزعة تتنوع طبيعة الحفريات فيها، حيث غطيت مساحات من الحفريات بغطاء بلاستيكي أسود لإخفائها، فيما تجرى حفريات أخرى في طبقات تحت الأرض، في ممرات ومناطق مقوسة.
وأوضحت مؤسسة الأقصى أن أكثر ما يلفت النظر في أعمال البناء والإنشاء التي يقوم به الاحتلال أمران، أولهما صب قوالب مستطيلة الحجم من الأسمنت توضع في وسطها قطع حديدية، وهي القوالب التي عادة ما تحمل أعمدة الإضاءة الكهربائية العملاقة، أما الأمر الثاني فهو مد شبكة خطوط كهربائية واتصالات واسعة وكثيفة في كل المنطقة، وهو ما يعززه صب قوالب الأسمنت الحديدية.
وأشارت المؤسسة إلى تعمد سلطات الاحتلال تسيير قوافل مكثفة من السياح الأجانب من جهة والجماعات اليهودية من جهة أخرى في ساعات النهار، وأخرى في ساعات الليل.
وليس بعيدا عن ذلك، بحثت لجنة القوانين الوزارية الاسرائيلية أمس مشروعا يقضي بجعل موافقة البرلمان على اي تمديد لتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية الزاميا، بحسب ما علم من اعضاء في هذه الهيئة.
وقال وزير الاعلام يولي ادلشتاين للصحافيين ان «اعضاء اللجنة الوزارية للقوانين غير ملزمين بقرارات الحكومة وسيصوتون بحسب ما يمليه عليهم ضميرهم على هذا النص» الذي ينص على موافقة الكنيست على اي تمديد لتجميد بناء المستوطنات.
ويأتي مشروع هذا القانون ليضيف المزيد من الصعوبات في المفاوضات غير المباشرة الجارية عبر الولايات المتحدة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، والتي يحتل موضوع الاستيطان فيها اهمية كبيرة من شأنها ان تحدد مصير العملية السياسية برمتها.
لكن نتنياهو أكد أمس انه لا بديل عن إجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين للمضى قدما نحو السلام.
ونقل راديو «صوت إسرائيل» امس عن نتنياهو قوله في مستهل الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء إن من يريد السلام عليه إجراء مثل هذه المباحثات، مضيفا أن إجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين سيكون على رأس الموضوعات التي سيتم طرحها خلال مباحثاته في واشنطن مع الرئيس الأميركى باراك أوباما.
خلافا لذلك، أكد صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، ان هناك رغبة وضغطا أميركيا لانتقال الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى المفاوضات المباشرة للسلام، لكنه حمل إسرائيل مسؤولية تعطيل ذلك. وقال عريقات في تصريحات لإذاعة «صوت فلسطين»: إن الإدارة الأميركية ترغب منذ البداية في الانتقال للمفاوضات المباشرة «لكن من يعرقل ذلك هي الحكومة الإسرائيلية». وبرر عريقات ذلك برفض إسرائيل الإعلان عن وقف الأنشطة الاستيطانية والموافقة على استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها.
وجدد المسؤول الفلسطيني تأكيده أن الجانب الفلسطيني لم يتسلم أي إجابات من الإدارة الأميركية بشأن الرد الإسرائيلي على ملفي الأمن والحدود.
توسيع صلاحيات
في سياق مواز، منح مجلس الوزراء الاسرائيلي امس صلاحيات أوسع للجنة تيركل التي شكلتها من جهة واحدة لتقصي الحقائق في الاعتداء على قافلة سفن مساعدات متجهة الى غزة مما أسفر عن سقوط قتلى وهو ما يمكن اللجنة من إلزام الشهود بالمثول امامها والإدلاء بشهاداتهم بعد حلف اليمين.
لكن القرار لم يوسع نطاق صلاحيات التحقيق ليشمل بحث عملية اتخاذ القرار التي مر بها الزعماء السياسيون الإسرائيليون حين أمروا باعتراض القافلة في 31 مايو والتي قتل خلالها تسعة متضامنين أتراك يدعمون الفلسطينيين.