بعد تعنت إسرائيل ورفضها تكرارا دفع تعويضات أو الاعتذار لتركيا عن اعتدائها على أسطول الحرية، قررت تركيا منح إسرائيل مهلة تقارب 25 يوما لتقديم اعتذار رسمي عن الهجوم على «أسطول الحرية»، وتقديم التعويضات المناسبة لأسر الضحايا الأتراك التسعة الذين قضوا في الاعتداء الاسرائيلي.
ونقلت صحيفة «صباح» التركية أمس عن مصادر ديبلوماسية ان أنقرة قررت الانتظار حتى نهاية الشهر الجاري قبل الإقدام على خطوات جديدة في علاقاتها مع إسرائيل، لمنحها الفرصة لتنفيذ مطالب تركيا بالاعتذار وتقديم التعويضات أو قبول لجنة تحقيق دولية في الهجوم الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة إن جميع الأنظار تتجه الى لقاء الرئيس الأميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، حيث تتوقع أنقرة ان يقنع أوباما نتنياهو بالتراجع عن موقفه وتقديم الاعتذار المطلوب من جانب تركيا حتى يتجنب تشكيل لجنة تحقيق دولية في الهجوم على سفن أسطول الحرية.
إلا أن المصادر استبعدت إقدام تركيا على قطع العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل حال رفضها تلبية مطالبها مرجحة ان تستمر العلاقات الديبلوماسية على المستوى الحالي مع بعض الاجراءات الإضافية على غرار تعليق مشاركتها في المناورات المشتركة.
فقد قررت أنقرة أمس تعليق مشاركتها في مناورة «عروس البحر» البحرية التي ستجري في إسرائيل في شهر أغسطس المقبل.
وأبلغت تركيا الجيش الإسرائيلي ان القوات البحرية التركية لن تشارك في المناورة، التي يتم تنظيمها منذ 10 سنوات بمشاركة تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة.
وذكرت صحيفة «يني شفق» التركية أمس أن القرار التركي جاء ردا على القرصنة الإسرائيلية على سفن «أسطول الحرية».
العلاقات المتدهورة بين إسرائيل وتركيا شغلت حيزا مهما من محادثات أوباما ونتنياهو في البيت الأبيض أمس.
لكن الحيز الأكبر من المباحثات كرس لإصلاح ذات البين بين الرجلين وإظهار أنهما طويا صفحة فترة عاصفة غير معهودة في العلاقات بين إسرائيل وحليفتها الوثيقة أميركا.
وقد لقي نتنياهو خلال محادثات إصلاح ذات البين استقبالا أدفأ من ذلك الذي لقيه في مارس الماضي عندما استقبله أوباما بفتور فيما اعتبره كثيرون جفاء من جانب الولايات المتحدة بسبب سياسة الاستيطان الإسرائيلية.
ورغم انخفاض مستوى التوقعات من اللقاء الذي تأجل قبل شهر إثر الغارة الإسرائيلية على أسطول الحرية، سيعتبر اختبارا لقدرة أوباما على التغلب على التوترات الأخيرة مع نتنياهو والعمل معه على استئناف محادثات السلام المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين والمتوقفة منذ فترة طويلة، بسبب السياسات الاستيطانية الإسرائيلية لكن من غير المرجح أن يجازف أوباما بصدام ديبلوماسي آخر مع نتنياهو في وقت يقترب فيه موعد إجراء انتخابات حاسمة في الكونغرس الأميركي في نوفمبر المقبل خوفا من ضغوط اللوبي الاسرائيلي في أميركا.
وفي زيارة نظمت أحداثها بعناية بالغة ووصفها بعض المحللين بأنها زيارة «تجميل» رتب مساعدو أوباما تغطية صحافية في ختام محادثات المكتب البيضاوي حين سيسلط الضوء على كل صغيرة وكبيرة.
وسيحضر الزعيمان بعد ذلك مأدبة غداء بالبيت الأبيض.
بعد ان امتنع أوباما في الزيارة السابقة عن أخذ الصور.
نتنياهو يلاقي أوباما مثقلا بمشكلة الاستيطان، حيث أعلنت وزيرة الثقافة والرياضة ليمور ليفنات أمس ان أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة ستستأنف في الخريف المقبل حالما تنتهي مفاعيل القرار الذي جمدت الحكومة بموجبه التوسع الاستيطاني في هذه المستوطنات.
وقالت للإذاعة العسكرية «ليس هناك أدنى شك على الإطلاق في ان أعمال البناء ستستأنف في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) فور انتهاء مهلة التجميد المقررة» في 26 سبتمبر. وأضافت الوزيرة ان «الحكومة امرت بتجميد مؤقت للبناء، وهذا القرار لا يمكن المساس به. ليس من الوارد بالنسبة لإسرائيل ان تحاول، عبر تقديم تنازلات، إقناع الفلسطينيين ببدء مفاوضات مباشرة».