تراجعت إيران عن اتهامها عددا من الدول بالتوقف عن تزويد طائراتها بالوقود وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبراست أمس أن ما ذكر معلومات خاطئة.
وقال مهمانبرست خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي إن ما قيل عن امتناع بعض الدول الأوروبية والإمارات العربية المتحدة عن تزويد الطائرات الايرانية بالوقود هو «معلومات خاطئة.. اعلنت رسميا ان لا وجود لمثل هذه القيود» على تزويد طائرات الركاب الايرانية بالوقود.
واضاف ان «تزويد طائراتنا بالوقود مستمر واعتقد ان نقل معلومات خاطئة كهذه يندرج في اطار الحرب النفسية ضد الامة الايرانية».
ولكن المعلومات كانت وكالة الانباء الطالبية الايرانية نقلتها عن مهدي علي ياري الامين العام لرابطة شركات النقل الجوي الايرانية وقال انه «منذ الاسبوع الماضي وبعد المصادقة على العقوبات الأحادية الجانب بحق ايران، ترفض مطارات بريطانيا والمانيا والامارات تزويد الطائرات الايرانية بالوقود». غير ان هذه المعلومة سرعان ما نفتها الدول المعنية اي بريطانيا والمانيا والامارات.
غير بعيد عن ذلك، قالت المفوضية الأوروبية أمس إنها ستوسع نطاق حظر رحلات لمنع مزيد من طائرات شركة الخطوط الجوية الإيرانية من المجال الجوي للاتحاد الأوروبي وذلك لأسباب تتعلق بالسلامة.
وقالت هيلين كيرنز المتحدثة باسم المفوضية إنه يحظر الآن على ثلثي أسطول الخطوط الإيرانية دخول المجال الجوي للاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 بلدا.
ونفت أن يكون للاجراء علاقة بعقوبات مفروضة على إيران لوقف برنامجها النووي أو لاتهامات بأن العقوبات منعت طائرات إيرانية من التزود بالوقود في مطارات أوروبية.
وأبلغت كيرنز الصحافيين «نتعامل فحسب مع متطلبات السلامة.. قيودنا تسري على مستوى فني جدا لضمان احترام معايير الأمان».
وقال بيان المفوضية إن لجنة السلامة الجوية بالاتحاد الأوروبي أيدت بالاجماع توسيع نطاق قيود التشغيل المفروضة على الخطوط الإيرانية لتغطي أسطولها من طائرات ايرباص ايه-320 وبوينغ بي-727 وبي-747.
في سياق إيراني آخر، كتب كبير المفاوضين في الملف النووي الايراني سعيد جليلي في رسالة بعثها أمس إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ان طهران مستعدة لاستئناف المفاوضات اعتبارا من الاول من سبتمبر مع مجموعة 5+1 حول برنامجها النووي، ولكن بشروط.
وقال جليلي «عندما يصبح هدف المفاوضات واضحا ستكون الجمهورية الاسلامية.. مستعدة لبحث تعزيز التعاون الدولي وتبديد القلق المشترك». الاعلان الايراني جاء ردا على رسالة كانت آشتون بعثت بها في يونيو الى جليلي طلبت فيها استئناف المفاوضات بين ايران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا).
وتلقى الاتحاد الأوروبي الموقف الإيراني لاستئناف المفاوضات حول برنامجها النووي المثير للجدل بأنه «نبأ سار إذا تأكد» مشددا على ضرورة تناول المباحثات هذا الموضوع وليس امورا اخرى.
وقالت آشتون خلال مؤتمر صحافي «قلنا اننا مستعدون للقاء الجانب الايراني».
واضافت المتحدثة مايا كوتشيانتشيتش «ان آشتون بعثت الى (سعيد) جليلي (المفاوض النووي الايراني) رسالة لدعوته الى لقاء في اقرب فرصة» مضيفة «لكن اوضحنا ان اللقاء يجب ان يركز على البرنامج النووي الايراني».
واضافت «اذا كانوا على استعداد للقاء آشتون انه نبأ سار لكننا لم نتلق في الوقت الراهن ردا رسميا» من طهران.
في سياق آخر، أكد مهمانبراست ان «بلاده ستستخدم كل الوسائل المتاحة لديها للرد على اي خطوة غير قانونية تستهدف مصالحها الوطنية».
وقال في تصريحاته عينها ان «ممارسات البلدان الغربية غير القانونية تؤدي الى زيادة استياء الشعوب» مشددا على حق طهران في اتخاذ الخطوات المناسبة للرد على اي سياسة تضر بمصالحها الوطنية. واضاف ان «على الولايات المتحدة الأميركية ان تعيد النظر في سياساتها الخاطئة تجاه ايران».
وردا على سؤال عن زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن للعراق وصف المسؤول الإيراني هذه الزيارة بأنها «تدخل في شؤون العراق الداخلية».
وقال ان «بايدن جاء للتدخل في شؤون العراق الداخلية وان الشعب العراقي لا يسمح بذلك» حسب تعبيره. وحول علاقات بلاده مع المملكة العربية السعودية قال مهمانبرست ان «ايران تولي اهمية لتعاونها مع دول المنطقة والسعودية يمكن ان تلعب دورا مهما في هذا الخصوص» واصفا البلدين بأنهما مهمان في المنطقة.