أكد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي أن اللقاءات حول تشكيل الحكومة العراقية بين مختلف القوائم الانتخابية الفائزة لم تحقق الكثير، منبها إلى أن الأزمة مرشحة للاستمرار لأن البعض يرغب في ذلك دون مراعاة لمصالح الوطن وأحاسيس المواطنين ومعاناتهم.
وقال الهاشمي القيادي في قائمة العراقية، في حوار مع صحيفة «الدستور» الأردنية أمس، إن حقنا في تشكيل الحكومة العراقية باعتبارنا القائمة الفائزة والكتلة النيابية الكبرى لا غبار عليه». وأضاف «ليس هناك من أفق لحل الأزمة سوى أن يتحمل شركاؤنا في العملية السياسية المسؤولية ويقروا بروح رياضية وبتواضع بفوز الكتلة العراقية وحقها الشرعي والدستوري في تشكيل الحكومة»، معربا عن أمله في أن يتحقق ذلك قريبا وخصوصا أن «العراقية» تسمع رسائل مشجعة من هذا القبيل في اللقاءات الخاصة. وشدد على أنه لابد أن يشهد العراق صحوة في وقت ما في المستقبل ويدرك شركاؤنا الذين يتمسكون بالسلطة دون مبرر أن وضع العصي في عجلة تشكيل الحكومة وحرمان «العراقية» من حق مشروع انما يضر بمصلحة الوطن والمواطن، معبرا عن خشيته في أن يدفع هؤلاء بقصد أو دون قصد باتجاه تدويل الخلاف العراقي الوطني وسيتحملون وحدهم متى ما حصل تبعات ذلك.
وحول التكتم الشديد من قبل «العراقية» حول نتائج زيارتها إلى طهران، قال الهاشمي إن غرض الزيارة تحقق في إيصال بضع رسائل هامة إلى إيران كان من الضروري أن يسمعها المسؤولون من قيادة العراقية مباشرة وليس عن طريق أطراف أخرى، «فحوى هذه الرسائل يعنى بتأكيد حقيقة وطنية مشروع العراقية العابر للطوائف والأعراق والأديان، وأن قادتها لا يحملون موقفا عدائيا ضد إيران، وهم يتطلعون إلى علاقات طبيعية مبنية على المصالح المشتركة».
وأضاف «أن العراقية تتحفظ بل ترفض أي تدخل في القرار العراقي من أي مصدر آت، وأن على إيران أن تجتهد في تقريب وجهات النظر بين العراقيين وهي قادرة على ذلك، وان تنظر للعراقيين جميعا بمنظار واحد».
من جهته، كشف النائب في «العراقية» جمال البطيخ أمس ان المفاوضات مع ائتلاف دولة القانون، بزعامة رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي «قطعت مشوارا مهما وإيجابيا وخلال اليومين المقبلين سيتم مناقشة موضوع المناصب السيادية الثلاثة». وقال البطيخ لوكالة الأنباء الألمانية إن «الجديد في المفاوضات بين العراقية وائتلاف دولة القانون قبيل انعقاد الجلسة الثانية للبرلمان العراقي بعد أسبوع هو أن المفاوضات قطعت أشواطا إيجابية وخلال اليومين المقبلين سيتم مناقشة المناصب السيادية الثلاثة، الوزراء والجمهورية والبرلمان». وأضاف: «لا أجد غرابة في إجراء مفاوضات بين القائمتين العراقية ودولة القانون، رغم أن هناك قطيعة كانت بينهما لكن المصلحة العليا للبلاد فرضت نفسها من اجل إقامة حكومة وطنية».
وتابع البطيخ: «لا توجد أية اتفاقات حاسمة في الحوار بين القائمتين حاليا لكن اليومين المقبلين ستترشح حالة من الاتفاق بين العراقية ودولة القانون في موضوع تسمية الرئاسات الثلاثة». إلى ذلك، توافد عشرات الآلاف من الشيعة، غالبيتهم العظمى من المحافظات الجنوبية، على بغداد لإحياء ذكرى وفاة الامام موسى الكاظم التي بلغت ذروتها ليل أمس وتستمر اليوم.
وفرضت السلطات العراقية اجراءات امنية مشددة، واغلقت شوارع رئيسية يعبرها الزوار سيرا على الاقدام.
وانتشرت طوال الطريق المؤدي الى المرقد في الكاظمية مئات السرادقات لتقديم الطعام والماء والعصائر للزائرين. وغصت الشوارع المحيطة بالمرقد بالرجال والنساء والاطفال الذين يحملون رايات اسلامية خضراء وسوداء. واتخذت قيادة عمليات بغداد اجراءات امنية مشددة لحماية الزوار تمثلت في منع السيارات والدراجات النارية والهوائية وعربات البضائع، ونشرت الشرطة والجيش في الطرق التي يسلكها الزوار خلال سيرهم في اتجاه المرقد. وقال اللواء قاسم عطا الناطق باسم قيادة عمليات بغداد لوكالة الأنباء الفرنسية خلال تجوله في الكاظمية لمراقبة الاجراءات ان «الامور تجري بانسيابية جيدة، والزوار بداوا يصلون ويغادرون، وهيأنا لهم وسائل النقل والعودة». كما اغلقت السلطات شوارع وجسورا امام السير لضمان امن الزوار.