واشنطن ـ احمد عبدالله
طبقا لتصريحات عضو فريق السلام الأسبق روبرت مالي لـ «الأنباء» فان زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن «رشت بعض السكر فوق القضايا الخلافية» التي لاتزال قائمة بين البلدين حول الطريقة التي تتعامل بها الحكومة الاسرائيلية مع عملية السلام.
وشرح مالي ذلك بقوله «اقترح نتنياهو قبل قدومه الى واشنطن تأجيل إعلان أي موقف من مهلة تجميد البناء الاستيطاني لمواصلة الضغط على السلطة الفلسطينية حتى سبتمبر. ووافق البيت الابيض لسببين: الاول ان الاتجاه العام هو تجنب الدخول في مواجهة والثاني هو ان موعد نهاية التجميد الاسرائيلي لم يأت بعد وان هناك اتفاقا اوليا باطالة ذلك التجميد لبعض الوقت حين ينتهي».
وقال مالي «الزيارة لا تعد فاشلة كما قالت بعض التقارير. انها خطوة على طريق طويل. اطول مما كانت ادارة اوباما تأمل بالتأكيد، ولكن في نهاية المطاف فان الجانبين نجحا في استثمارها لمخاطبة قواعدهما الداخلية وارسال رسالة الى الرأي العام بان علاقتهما على ما يرام. فضلا عن ذلك فان الاتصالات التي سبقتها كانت مفيدة في سياق جهـــود فريق السيناتور جورج ميتشيل بحثــــا عن مدخل للانتقال بالمفاوضـــات الى مفاوضـــات مباشـــرة».
اما ديفيد ماكوفسكي مدير الدراسات الاسرائيلية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى فقد صرح خلال حوار اجرته معه محطة «فوكس نيوز» التلفزيونية الاخبارية بانه يعتقد ان الزيارة لم تسفر عن اي نتائج ملموسة الا على مسرح العلاقات العامة حسب قوله. وشرح ماكوفسكي ذلك بقوله «لاتزال المشكلات الاساسية على حالها ولا اعتقد ان الزيارة اثرت عليها في اتجاه او آخر».
وقال عضو فريق السلام الاسبق في ادارة كلينتون آهارون ميلر ان لقاء اوباما -نتنياهو يعكس مأزق عملية السلام في الشرق الاوسط وليس امكانية تقدم تلك العملية. وشرح ميلر ذلك في اتصال هاتفي اجرته معه «الأنباء» بقوله «الامر الوحيد الذي يمكن ان يعد ايجابيا ليس امرا مؤكدا من الاصل ولا يدل على حدوث شيء في الزيارة ذاتها. اعني بذلك ما قيل عن موافقة نتنياهو على مد مهلة تجميد الاستيطان. ليس لدينا دليل واحد على صحة ذلك باستثناء ما سربه البيت الابيض قبل وصول نتنياهو».
وتابع «الادارة غارقة في الاعداد لانتخابات الكونغرس النصفية في نوفمبر ونتنياهو يبحث عن وسائل لتوسعة هامش المناورة امامه. وهكذا فقد قرر الجانبان سلوك الطريق الاسهل تأجيل اعلان اي خطوات عملية لبعض الوقت.
المشكلة ان الدول العربية تهدد باتخاذ خطوات ملموسة تغير بواسطتها موقفها من عملية السلام وذلك في سبتمبر المقبل. انهم يقولون انهم سيذهبون الى الامم المتحدة. وما لم يكن لدى نتنياهو خطة بتغيير الائتلاف الحاكم الذي يشكل به حكومته وما لم يكن لدى اوباما خطة لاقناع الدول العربية بالبقاء في درب مبادرة بيروت فان الوعاء سينفجر في وجه الجميـــع بنهايـــة هذا العـــام».