بينما نعى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين باعتبارها تواجه «فشلا شاملا»، يحاول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو استدراج الفلسطينيين الى المفاوضات المباشرة، حيث تعهد أمس الأول بان يكون مستقبل المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة بين اول المواضيع التي سيجري التفاوض حولها اذا استؤنفت محادثات السلام المباشرة مع الفلسطينيين.
واعتبر موسى للصحافيين بعد اجتماع مع ممثل الرباعية الدولية توني بلير بمقر الجامعة العربية في القاهرة «لا يوجد أي تقدم في المفاوضات غير المباشرة ونحن نواجه فشلا شاملا لهذه المفاوضات».
وقال موسى ان الانتقال الى مفاوضات مباشرة غير ممكن الا بتحقيق تقدم في المفاوضات غير المباشرة.
من جهته اعلن نتنياهو في مقابلة مع شبكة «سي.ان.ان» الاميركية ان: «احد الامور التي سأبحثها سريعا هو المستوطنات، وهذا ما اقترح القيام به». وكان نتنياهو وصل الى نيويورك من واشنطن للقاء الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
وكرر نتنياهو في حديثه مع «سي.ان.ان» دعوته الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمشاركة في طاولة المفاوضات «الان، لا نريد اي ذريعة او شروط مسبقة».
كما وافق نتنياهو على الاقتراح المقدم لاري كينغ بالتحدث مع عباس في حوار تلفزيوني ثلاثي الاطراف بمشاركة العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني كل من جهته، اذا وافق الطرفان الاخران.
وقد جمد الفلسطينيون المفاوضات المباشرة في ديسمبر 2008 حين اطلقت اسرائيل هجومها الدامي الواسع النطاق على قطاع غزة. وعبر نتنياهو في وقت سابق أمس الأول عن القلق الامني لدى بلاده خلال محادثاته مع وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس قبل مغادرته واشنطن.
وبينها كما قال مسؤول اسرائيلي المخاوف من انه حين تنسحب القوات الاميركية من العراق ستكون اسرائيل مجددا بمواجهة تهديدات من الشرق للمرة الاولى منذ العقد الماضي. ويستند ائتلاف نتنياهو الحكومي لحد كبير الى المتشددين الذين يعارضون وضع اي قيود على انشطة الاستيطان في الضفة الغربية. وكرر نتنياهو في حديثه مع «سي.ان.ان» الاربعاء دعوته الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمشاركة في طاولة المفاوضات «الان، لا نريد اي ذريعة او شروط مسبقة».
الطرف الآخر تمسك بضرورة وقف إسرائيل للأنشطة الاستيطانية والإقرار بنتائج المفاوضات التي توقفت نهاية 2008 من أجل الموافقة على الذهاب للمفاوضات المباشرة. وقال صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية، في تصريحات لصحيفة «الأيام» المحلية نشرتها أمس ان وقف الاستيطان واستئناف المفاوضات من النقطة التي وصلت عندها «هما المفتاح لبدء المحادثات المباشرة مع إسرائيل». وأضاف عريقات: «في اللحظة التي يوقف فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النشاط الاستيطاني، بما فيه النمو الطبيعي وبما يشمل القدس ويوافق على استئناف محادثات الوضع النهائي حول كل القضايا وعلى رأسها القدس واللاجئون سيصار إلى استئناف مفاوضات الوضع النهائي بشكل مباشر». ووصف عريقات دعوة نتنياهو للذهاب الفوري إلى المفاوضات المباشرة بأنها «علاقات عامة»، وقال: «ان يستمر نتنياهو في الاستيطان وبقضم الأرض المخصصة للدولة الفلسطينية ويتحدث عن استئناف المفاوضات فهذا يدخل في إطار ألاعيب العلاقات العامة». بدوره عقب نبيل شعث عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، على نتائج لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، قائلا «إنه لا يبشر بأي خير فيما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة، ولا بتسهيل حياة الفلسطينيين ومعاكس لكل المتطلبات الفلسطينية والعربية.. سوى وعود إسرائيلية بإمكانية وقف الاستيطان».
وقال شعث عقب لقائه مع عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، بعد ظهر أمس، إن الانتقال إلى مفاوضات مباشرة «يتطلب تحقيق تقدم بالتزام إسرائيل بالوقف التام للاستيطان في القدس، وهو أمر لم يتحقق إلا جزئيا، وتحقيق تقدم على طاولة المفاوضات بالالتزام بالاتفاقيات السابقة، وحدوث تقدم في موضوعي الحدود والأمن». وكشف د.نبيل شعث عن إعداد السلطة الفلسطينية لاجتماع للجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومركزية فتح، يشارك فيه الرئيس محمود عباس لإحاطة أعضاء اللجنة بنتائج مفاوضات التقارب التي يقوم بها المبعوث الأميركي جورج ميتشيل «والتي لم تحقق أي تقدم على مستوى الملفات المطروحة وتحديد الخطوات القادمة» على حسب قوله. وأضاف إن الوضع في غزة لم يتحسن كما لم تشهد قضية المعابر التي تربط غزة مع إسرائيل أي تقدم «على صعيد دخول مواد تعمل على تسهيل حياة الفلسطينيين».