بيروت - عمر حبنجر
المعركة بين الجيش اللبناني وبين جماعة «فتح الاسلام» وحلفائها في مخيم نهر البارد مرشحة للمزيد من التصعيد هذا الاسبوع، في ضوء التعزيزات الاضافية التي وجهتها قيادة الجيش الى الشمال، استنادا الى تطورات الوضع في مسرح العمليات.
وشملت التعزيزات استقدام المزيد من المدفعية والدبابات، وتدعيم الخافرات الحربية التي تحاصر المخيم من البحر.
وترافق مع ذلك نعي الجماعات الاسلامية اللبنانية والفلسطينية لمبادراتها باتجاه المجموعات المسلحة.
وكانت محاور المخيم شهدت سلسلة اشتباكات استمرت حتى فجر امس، وسرعان ما تجددت عند الظهر، عند محوري مسجد القدس، والتعاونية داخل المخيم، فيما كانت قوات الجيش تنظف محيط هذين الموقعين.
وانضمت عمارتا رابح وعارف في المخيم الى لائحة اهداف مدفعية الجيش بعدما حولها المسلحون الى مواقع لاطلاق نيران القناصة.
وسجلت مواجهات مباشرة بين الجيش والجماعات المسلحة على المحور الشرقي للمخيم، خصوصا في منطقة التعاونية، وافيد عن التحامات مباشرة، وعن تقدم الجيش على محور صامد، واحباطه محاولة تسلل في اتجاه الضفة اليمنى لنهر البارد.
وتواترت معلومات من داخل المخيم تتحدث عن انتشار الجثث تحت الركام وفي الطرقات، ويبدو ان حلقة الحصار العسكري ضاقت حول «فتح الاسلام» الى حد بالغ، حيث تم تدمير مبنى كان يستعمله عناصرها للقنص ورمي القنابل اليدوية.
وافيد بأن هؤلاء يستخدمون مدافع الهاون وصواريخ صغيرة متطورة، الى جانب العبوات الناسفة.
في سياق آخر ذكرت مصادر امنية ان الشيخ محمد الحاج رئيس هيئة علماء فلسطين الذي تولى مفاوضة جماعة شاكر العبسي على تسليم المعتدين على الجيش تعرض للرصاص داخل المخيم صباح امس، واصيب، وافادت مصادر فلسطينية بأن الحاج تعرض الى اطلاق نار من داخل المخيم ما ادى الى اصابته حيث نقل الى احد مستشفيات الشمال.
وفي سياق متصل أعلن الصليب الاحمر اللبناني ان عنصرين من عناصره قتلا امس في مخيم نهر البارد.
وعلمت مراجع اسلامية في بيروت ان عناصر حماس والجهاد الاسلامي في المخيم، انخرطوا في المواجهة الى جانب فتح الاسلام.
وقالت مصادر فلسطينية لهذه المراجع ان هؤلاء المسلحين يتبعون تكتيكات حرب العصابات، من حيث الانتشار وتوفير الذخائر والسلاح، ويعتمدون على الكمائن المباغتة، ويستفيدون من المباني المهدمة، لاعتمادها كمتاريس اضافية.
وفي اتصال مع مقربين من حماس هنا، نفت ان يكون لديها تنظيم مسلح في لبنان، لكن المتصل معه ألمح إلى تعاطف بعض سكان المخيم مع الجماعة المسلحة.
وذكرت معلومات ان ما تردد عن تدخل عناصر من المنظمات الفلسطينية المتحالفة لنجدة مجموعة شاكر العبسي، لم يجاف الحقيقة وقد برز ذلك جليا في المعركة الاخيرة التي خاضها ضد الجيش، خلافا للتقديرات التي كانت اجمعت على انها باتت على وشك الاستسلام.
الصفحة في ملف ( pdf )