شهد الملف النووي الايراني أمس تطورين لافتين يزيدان من حدة المواجهة مع الغرب، أولهما تأكيد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أن إيران تقترب من امتلاك القدرة على تصنيع سلاح نووي والثاني اعلان طهران أنها انتجت 20 كلغ من اليورانيوم المخصب بـ 20% متحدية الاسرة الدولية التي تأمل في ان تعلق برنامجها النووي المثير للجدل.
الإعلان جاء عبر رئيس البرنامج النووي الايراني علي اكبر صالحي، ونقلت وكالة ايسنا عنه قوله «لقد انتجنا نحو 20 كلغ من اليورانيوم المخصب بـ 20% ونحن نعمل على انتائج صفائح وقود».
وكرر صالحي انه سيكون بامكان ايران بحلول سبتمبر 2011 ان «تؤمن الوقود الضروري لمفاعل الابحاث في طهران».
وكان صالحي اعلن في وقت سابق ان ايران تملك القدرات التقنية لانتاج صفائح الوقود الضرورية للمفاعل وهو ما تستنكره الدول الغربية.
أما مدفيديف فقد أكد ان إيران باتت على وشك امتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية داعيا طهران إلى إظهار انفتاح وتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن مدفيديف قوله في اجتماع للسفراء الروس في موسكو إن إيران أوشكت على امتلاك القدرة التي تمكنها من صنع أسلحة نووية داعيا السفراء الروس إلى الابتعاد عن «المقاربات التبسيطية» تجاه مشكلة البرنامج النووي الإيراني.
وكرر موقف بلاده بأن العقوبات على إيران «لا تؤدي إلى النتائج المرجوة» لكنه قال إن طهران لا تتصرف بالطريقة الأفضل. وقال «إننا بثبات ندعو طهران الى إظهار الانفتاح الضروري والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
في سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الإيراني منوچهر متكي أمس أن مجموعة فيينا التي تضم واشنطن وباريس وموسكو والوكالة الدولية للطاقة الذرية وافقت على مشاركة تركيا والبرازيل في المفاوضات الجديدة حول ملف بلاده النووي.
ونسب تلفزيون «العالم» الإيراني الى متكي قوله ان المباحثات يجب ان تجري في إطار إعلان طهران بشأن تبادل الوقود النووي وان إيران تعد الإطار اللازم للحوار.
متكي الذي توجه أمس الى مدريد لإجراء مباحثات حول المستجدات على صعيد البرنامج النووي الإيراني والعلاقات الثنائية، اعتبر ان توفير الوقود لمفاعل طهران للأبحاث يتم عبر حلين: تبادل الوقود أو إنتاجه داخل البلاد.
على صعيد مواز، تعتزم إسرائيل شراء طائرات مقاتلة أميركية من طراز «اف 35» الأكثر تطورا في العالم رغم إجراء تجربة ناجحة على طائرة مقاتلة حديثة من طراز «اف15» والمعروفة باسم «النسر الصامت» كون الأولى قادرة على اختراق المنظومات الدفاعية الإيرانية.
وذكرت صحيفتا يديعوت أحرونوت وجيروزاليم بوست أمس أنه جرت في نهاية الأسبوع الماضي تجربة ناجحة لطائرة من طراز «النسر الصامت» وهي من صنع شركة «بوينغ». وحلقت طائرة «النسر الصامت» مدة 80 دقيقة خلال التجربة وتم خلالها فتح وإغلاق وعاء الأسلحة الخارجي اليساري، كما تم التدقيق في عدد من منظومة الأسلحة الموضوعة في هذه الطائرة.
ورغم أن تجربة طائرة «النسر الصامت» تكللت بالنجاح إلا أن إسرائيل تعتزم شراء طائرات «اف 35» علما أن ثمن طائرة «النسر الصامت» أرخص وقادرة على حمل ذخيرة أكثر من «اف 35» لكن قدرات هذه الطائرة الأخيرة على الإفلات والهرب من الرادارات أعلى بكثير من «النسر الصامت».
من جهته، قال مساعد رئيس هيئة الأركان في الجيش الإيراني للشؤون الإعلامية، العميد مسعود جزائري، إن إيران «أصبحت في أفضل وأعلى مستوى من الاقتدار الدفاعي».
وردا على سؤال لوكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية، حول تصريحات أحد المحليين الروس بأن أميركا وإسرائيل تستعدان لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية قال الجزائري: «من الأفضل للروس أن يتجنبوا نشر أنباء غير واقعية ومزيفة كهذه».
وأعرب عن اعتقاده بأن مثل هذه التقارير ذات الطابع الاستخباراتي والتهديدي للحكومة الإيرانية «لا تمثل سوى كذبة كبيرة لا تثير الاهتمام»، مشيرا إلى أن إيران «تجاوزت في الوقت الحاضر مرحلة التهديدات وباعتبارها قوة كبرى تسعى إلى نشر السلام والعدالة في العالم».
وشدد جزائري على ضرورة أن يتجنب الجميع الإدلاء بتصريحات تنصب في إطار الحرب النفسية، وقال إن «الأميركيين العاجزين عن معالجة تسرب نفطي لبئر في البحر فكيف لهم أن يواجهوا إعصارا عسكريا جارفا»، في إشارة إلى أزمة تسرب النفط في خليج المكسيك.