بيروت - عمر حبنجر
بعد أيام قليلة على اقرار المحكمة الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الشهيد رفيق الحريري وقبيل انطلاق المشاورات المرتقبة لتقريب وجهات النظر بين السلطة والمعارضة دوى انفجار مروع في بيروت أمس، تبين انه ناجم عن عبوة ناسفة وضعت تحت سيارة النائب وليد عيدو في منطقة «الحمام العسكري» قرب المنارة في بيروت.
وأدى الانفجار الى استشهاد النائب عيدو وابنه خالد و8 مدنيين، اضافة الى اصابة 20 آخرين، بينهم لاعبون في نادي النجمة كانوا يجرون تدريبات في ملعب النادي المجاور للانفجار.
وأظهرت صور تلفزيونية سيارة تشتعل فيها النيران ونوافذ محطمة في مطعم قريب، كما اظهرت صورة سيارة النائب عيدو عضو كتلة المستقبل ونائب بيروت وهي متفحمة تماما.
وهذا سادس انفجار في بيروت والمناطق المحيطة بها في أقل من أربعة أسابيع، أي منذ اندلاع المواجهات بين الجيش اللبناني وتنظيم «فتح الاسلام» الارهابي في مخيم نهر البارد شمال لبنان، وقتل شخصان في الانفجارات الخمسة السابقة وكلها حوادث تفجير لم تستهدف سياسيين.
وفيما اسفر الانفجار عن قتل النجل الأكبر للنائب خالد واثنين من مرافقيه ومدنيين في الاعتداء الذي وقع قرابة الساعة الخامسة مساء أمس أفادت مصادر طبية لبنانية بأن قريبا آخر للنائب الشهيد تعرض لاصابات خطيرة وهو في حالة حرجة لكن الخبر لم يتأكد.
وأدى الانفجار الى اندلاع حرائق وأثار هلعا كبيرا في هذا القطاع من بيروت الذي يشهد حركة كبيرة بسبب شواطئه الكثيرة ومنها الحمام العسكري الذي يرتاده ضباط الجيش.
وقال مصدر أمني انه حسب التقارير الأولية فان الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة تزن 75 كيلوغراما كانت موضوعة في سيارة مركونة الى جانب الطريق الذي سلكه موكب عيدو.
وفي التعليقات الأولية حول الجهة التي يحتمل تورطها في الحادث الارهابي وجه نواب الأكثرية اتهامات مباشرة الى سورية متهمين اياها بمحاولة قتل النواب لإنقاص عدد الأكثرية في المجلس، وبالتالي منع انتخابات رئاسة الجمهورية.
أما الأطراف المقربة من سورية فلم تستبعد تورط المخابرات الاسرائيلية والأميركية لزيادة التفرقة بين اللبنانيين ومنع المباحثات حول اقامة حكومة وحدة وطنية.
ويذكر ان النائب عيدو شغل مقعدا في البرلمان للمرة الأولى عام 2000، قبل ان يعاد انتخابه في يونيو من العام 2005 مع زملائه في كتلة المستقبل التي يرأسها زعيم الغالبية سعد الحريري.
وانتخب عيدو (65 عاما) وله ثلاثة أولاد قضى الأكبر منهم في الانفجار ايضا، عن المقعد السني في دائرة بيروت الثانية، بعدما كان تدرج في مناصب قضائية عدة قبل ان يستقيل من مهامه ويعين كقاض في منصب الشرف في الأول من يناير من العام 2000.
ورأس عيدو لجنة الدفاع والأمن النيابية، وهو عضو في لجنتي الادارة والعدل النيابية، ولجنة الشؤون الخارجية النيابية.
الصفحة في ملف ( pdf )