تضاربت التصريحات الواردة من واشنطن وطهران حول العالم النووي الذي قالت ايران ان الاستخبارات الاميركية اختطفته، وانه تمكن من الإفلات منها.
ففيما قالت الإذاعة الايرانية الرسمية أمس ان شهرام أميري لجأ «الى قسم رعاية المصالح الايرانية في سفارة باكستان بواشنطن طالبا العودة الى ايران فورا»، أعلن مسؤول أميركي أمس أن أميري ظهر في السفارة الباكستانية في واشنطن أمس الأول وقرر العودة لإيران «بمحض إرادته».
وفي تصعيد لافت للهجة الخطاب الاميركي الموجه لطهران قال المسؤول إن المواطنين الأميركيين وبينهم ثلاثة ضلوا طريقهم أثناء التنزه والمحتجزين في إيران دون تهم يجب أن يفرج عنهم على الفور.
وتابع «يجب الإفراج عنهم على الفور والسماح بإعادتهم للولايات المتحدة».
وقبل ذلك ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أمس ان باكستان أكدت نبأ لجوء عالم الفيزياء الإيراني أميري الى مكتب رعاية المصالح الإيرانية في الولايات المتحدة داخل سفارة باكستان بواشنطن.
وقال متحدث باسم الخارجية الباكستانية في تصريح لـ «بي بي سي» ان أميري طلب العودة الى إيران بشكل عاجل، وان رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية د. مصطفى حريمن يدرس حاليا سبل اعادة العالم الايراني الى بلاده.
الاعلان جاء بعد أن بثت خلال الاسابيع القليلة الماضية أفلام فيديو محيرة عن أميري. ففي أحدها قال رجل عرف أنه العالم الايراني انه اقتيد الى الولايات المتحدة وعذب. وفي شريط آخر نشر على الانترنت قال رجل زعم بدوره انه أميري انه في واقع الأمر يدرس في الولايات المتحدة.
وفي شريط ثالث قال رجل عرف نفسه بأنه أميري انه فر من « عملاء» الولايات المتحدة واختبأ وحث الجماعات المدافعة عن حقوق الانسان على مساعدته في العودة الى ايران.
لكن الرواية الأميركية تختلف حيث قالت شبكة «ايه.بي.سي» التلفزيونية الأميركية في مارس ان أميري فر الى الولايات المتحدة وانه يساعد المخابرات المركزية الأميركية (سي.اي.ايه).
لكن إيران رفضت حينها الإقرار بأن أميري يشارك في برنامجها النووي المثير للجدل الذي يخشى الغرب ان يستخدم في تصنيع أسلحة نووية بينما تقول طهران ان برنامجها سلمي لتوليد الطاقة الكهربائية.
وقطعت الولايات المتحدة وايران العلاقات الديبلوماسية بعد فترة قصيرة من قيام الثورة الاسلامية عام 1979. وترعى باكستان المصالح الايرانية في الولايات المتحدة.
واختفى أميري وهو باحث أكاديمي يعمل في هيئة الطاقة الذرية الايرانية أثناء أدائه العمرة قبل عام واتهمت طهران الرياض بتسليمه الى الولايات المتحدة وهو ما نفته السعودية.
واستدعت ايران السفير السويسري الى طهران في وقت سابق من الشهر وسلمته وثائق تظهر ان الولايات المتحدة خطفت أميري. وترعى سويسرا مصالح الولايات المتحدة في ايران منذ قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.