يستمر الغموض مسيطرا على مصير سفينة المساعدات الليبية «أمل» التي ارسلتها مؤسسة القذافي للتنمية لكسر الحصار على غزة والتي نفت تغيير وجهتها بعد اعلان مصدر مصري توقع وصولها الى ميناء العريش، في حين أكدت إسرائيل أمس أن السفينة غيرت مسارها.
وقد نفى يوسف صوان مدير مؤسسة القذافي في تصريح لـ «فرانس برس» نفيا قاطعا ما أعلنه مصدر امني مصري ان السفينة ستصل إلى ميناء العريش حيث حصلت على اذن لتفريغ حمولتها من الأدوية والأغذية ونقلها برا الى قطاع غزة. وقال المسؤول الليبي «لم نخرج من ليبيا الا لنتوجه الى غزة والمسؤول المصري لا يعبر الا عن تمنياته». واضاف «سنتوجه الى غزة، ولن نقبل الا بغزة».
وفي بيان آخر، قالت مؤسسة القذافي للتنمية أمس إن البحرية الإسرائيلية هددت سفينتها وطلبت منها ضرورة تغيير مسارها.
وقد استأنفت السفينة أمس إبحارها بعد توقف دام نحو 12 ساعة بسبب عطل أصابها في الوقت الذي أصبحت فيه الاتصالات معها متقطعة نتيجة التشويش الذي تقوم به إسرائيل على أجهزتها الملاحية. وذكرت المؤسسة في بيانها أن السفينة واجهت طوقا من البحرية الإسرائيلية موضحة أن أربع بوارج بحرية تتواجد على كل جانب من السفينة.
ونقلت المؤسسة عن قبطان السفينة قوله إن السفينة تسير ببطء في الوقت الذي تحاول فيه القطع البحرية الإسرائلية فرض تغيير مسارها.
وقالت: الفريق المتواجد على ظهر السفينة أكدوا إصرارهم على التوجه إلى غزة.
هذه المواقف تتناقض مع ما يعلنه المسؤولون الإسرائيليون منذ انطلاق السفينة يوم الجمعة الماضي حول نجاحهم في إجبارها على تغيير مسارها والتوجه الى ميناء العريش المصري. وتهديدهم بالسيطرة عليها في حال اصر طاقمها على التوجه الى غزة، فقد اعتبر نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون أن إسرائيل سجلت انتصارا في مواجهة السفينة الليبية «الأمل» لكسر الحصار عن قطاع غزة التي يبدو أنها سترسو في ميناء العريش المصري وشدد على أن لمصر وإسرائيل مصلحة مشتركة بمنع تسلح حركة حماس.
وقال أيالون للإذاعة العامة الإسرائيلية أمس إنه «بإمكان إسرائيل أن تسجل انتصارا في المواجهة مع السفينة الليبية».
ورأى أن «دعوات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لربان السفينة بالاستجابة لمطالب إسرائيل تمنح الشرعية لسياسة إسرائيل».
واعتبر أيالون أن «الإصرار الذي أبدته إسرائيل تجاه القافلة السابقة يسهم في سياسة ناجعة» في إشارة إلى اعتداء قوات البحرية الإسرائيلية على «أسطول الحرية» التركي التي رافقتها أحداث دموية سقوط 9 قتلى جميعهم من أتراك وإصابة العشرات من النشطاء الذين كانوا على متنه.
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركي فيليب كراولي «لقد طلبنا من الحكومة الليبية تجنب اي مواجهة لا طائل منها. ندعو جميع الأطراف الى التصرف بمسؤولية في تحركهم لتلبية احتياجات سكان غزة».
وكرر كراولي الموقف الأميركي الذي يعتبر ان على السفن الناقلة للمساعدات الى غزة الخضوع للتفتيش الإسرائيلي قبل نقل المواد عن طريق البر.
وقال انها إحدى المسائل التي سيبحثها المبعوث الأميركي جورج ميتشل خلال زيارته المقبلة الى المنطقة. أما في غزة المحاصرة منذ اربع سنوات، فقد شارك عشرات الفلسطينيين في مسيرة قوارب بحرية دعت لها اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار واللجنة الحكومية لكسر الحصار لدعم وصول سفينة الأمل الليبية إلى ميناء غزة.
ورفع المشاركون العلمين الفلسطيني والليبي وصور الزعيم الليبي معمر القذافي ونجله سيف الإسلام رئيس مؤسسة القذافي الخيرية التي تحرك السفينة التضامنية على قوارب الصيد التي انطلقت من ميناء غزة. وجدد رئيس اللجنة الشعبية النائب المستقل جمال الخضري التأكيد على أن السفينة مصرة على الوصول إلى قطاع غزة وليس إلى أي ميناء آخر محذرا من هجوم إسرائيلي عليها والتعامل معها بقوة.