بعد حرب إعلامية دامت أشهرا تخللتها اتهامات واتهامات مضادة وبث تسجيلات مصورة، اختتم ملف العَالِم النووي الإيراني شهرام أميري الذي اتهمت طهران المخابرات الأميركية بخطفه اثناء أدائه العمرة العام الماضي، وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبراست عبر التلفزيون الحكومي الإيراني أمس أن أميري في طريق عودته إلى طهران.
وقال مهمانبراست «بفضل الجهود التي بذلتها الجمهورية الإسلامية وتعاون سفارة باكستان في واشنطن، غادر شهرام اميري الأراضي الأميركية متوجها الى إيران عن طريق بلد ثالث».
وأكد الناطق الإيراني ان إيران ستواصل «جهودها على الصعيدين القانوني والديبلوماسي» ضد الحكومة الأميركية «لمسؤوليتها عن خطف اميري».
من جهته، حدد نائب وزير الخارجية الإيراني حسن قشقاوي للتلفزيون الحكومي موعد وصول أميري بصباح اليوم عبر قطر.
من جانبه أعلن العَالِم الإيراني في مقابلة مع قناة تلفزيونية إيرانية قبيل مغادرته الولايات المتحدة الى طهران امس الأول انه سيكشف تفاصيل عملية «خطفه» من قبل عملاء استخبارات أميركيين.
وأجرت القناة الإيرانية «برس تي في» مقابلة مع اميري قبيل مغادرته الأراضي الأميركية.
وقال اميري ان «قصة خطفي مليئة بالتفاصيل عندما اصبح في بلدي العزيز يمكنني ان أتحدث الى الصحافة بضمير مرتاح ورواية المحن (التي واجهتها) في الأشهر الـ 14 الأخيرة».
وأوضح انه تمكن من «الفرار من عناصر الاستخبارات الأميركيين» و«بمساعدة اصدقاء» ارسل شريط فيديو بثه التلفزيون الإيراني مطلع يونيو وأكد فيه انه «خطف» من قبل الأميركيين. في سياق آخر، أعلن وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو أمس استعداد موسكو لتزويد إيران بمنتجات نفطية وذلك على الرغم من العقوبات الأميركية الجديدة التي تنص على وضع قيود على تزود طهران بالوقود.
وقال شماتكو عقب لقائه في موسكو وزير النفط الإيراني مسعود مير كاظمي ان «الشركات الروسية على استعداد لتزويد ايران بالنفط».
واشار في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية الى «ان وجود امكانية لتزويد ايران بمنتجات نفطية شرط وجود منافع تجارية».
من جانبه، قلل قائد الثورة الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي أمس من أهمية القرارات الدولية التي اقرها مجلس الامن الدولي ضد بلاده على خلفية برنامجها النووي.
وقال خامنئي لدى استقباله قادة ومنتسبي الحرس الثوري الايراني «انهم يتحدثون بطريقة تجعلنا لكي نفكر بأن تصريحاتهم تحمل قضايا خطيرة للغاية في الوقت الذي نحن مستعدون لمواجهة جميع الحالات». وأضاف خامنئي وهو القائد العام للقوات المسلحة الايرانية «سواء كانت تهديداتهم فارغة ام واقعية فينبغي علينا ان نكون على استعداد لمواجهة كافة الظروف والدفاع عن الثورة الإسلامية والشعب الإيراني». ووصف الخطط والمشاريع الأميركية تجاه بلاده بـ «السياسية» مبينا ان «واشنطن تدخلت فورا خلال الفتنة التي حدثت العام الماضي في إيران ودعمت بشكل صريح قادة هذه الفتنة لكنها هزمت بفضل الله سبحانه وتعالى ويقظة وصمود شعبنا».