وصل العالم النووي الإيراني شهرام أميري إلى طهران أمس ولم تحل بعد الالغاز التي رافقت قضية اختطافه من قبل المخابرات الاميركية ثم هروبه منهم ولجوئه الى سفارة باكستان قبل عودته الى بلده، بحسب الرواية الايرانية.
فقد نفى مساعد وزير الخارجية الايرانية للشؤون القنصلية والبرلمانية حسن قشقاوي أمس أن يكون الافراج عن أميري تم بموجب صفقة، وقال ان المستقبل سيكشف ان الافراج عن شهرام اميري لا يرتبط ابدا بموضوع السجناء الأميركيين الثلاثة في ايران «وان هذا الموضوع لا يتحقق».
وكان قشقاوي يرد على سؤال حول ما اذا كان الافراج قضية سياسية أم انه تحقق بفعل صفقة مقابل ثلاثة اميركيين تعتقلهم طهران بتهمة التجسس بعدما اجتازوا حدودها بشكل غير شرعي.
وأعرب قشقاوي الذي كان في استقبال أميري عن اعتقاده بان «من حق السيد اميري الذي يتهم المخابرات الأميركية بخطفه تقديم شكوى الى المحاكم الدولية والبت قانونيا بالخسائر التي لا يمكن ان تعوض والتي لحقت به وبأسرته».
صحيفة «واشنطن بوست» بدورها أوردت أمس قصة مختلفة. اذ وبعد نفي واشنطن تكرارا انها اختطفت أميري، قالت الصحيفة إنه حصل على خمسة ملايين دولار من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) لتقديم معلومات عن البرنامج النووي الايراني.
لكن أميري أكد بعيد وصوله إلى طهران أمس، انه لم يكن يعمل في المجال النووي.
الا أن «واشنطن بوست» أصرت على ان اميري «ليس مجبرا على اعادة الاموال لكنه قد لا يتمكن من الوصول اليها بعدما قطع تعاونه مع وكالة الاستخبارات المركزية وفق ما وصفه مسؤولون اميركيون، وعاد الى ايران فجأة».
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم انه قد يكون غادر الولايات المتحدة وعاد الى ايران «خوفا من ان تؤذي حكومة طهران عائلته».
وقال مسؤول اميركي للصحيفة ان «كل ما حصل عليه (ماليا) بعيد عن متناول يده بفضل العقوبات المالية المفروضة على ايران». واضاف «لقد رحل لكنه لم يأخذ المال. معلوماته في حوزتنا وهو في حوزة الايرانيين». واعترف المسؤول نفسه ان خسارة الولايات المتحدة لأميري قد يكلفها غاليا على صعيد الاستخبارات.
وقال ان «الدعم (المالي) مرتبط بما فعله الشخص بما في ذلك كيف تم التأكد من صحة معلوماتهم بمرور الوقت»، مؤكدا «نحن لا نعطي شيئا مقابل لا شىء».
أما أميري فقد وصل طهران امس وهو يبتسم رافعا يده بعلامة النصر وعانق ابنه وزوجته اللذين انهمرت دموعهما وهما يستقبلانه في مطار الامام الخميني الدولي بطهران مع أفراد آخرين من الاسرة ومسؤول رفيع من وزارة الخارجية هو حسن قشقاوي.
وكرر أميري (32 عاما) مزاعم بأنه خطف عام 2009 اثناء تأديته العمرة في السعودية ونقل الى الولايات المتحدة وأضاف انه عرض عليه 50 مليون دولار للبقاء في أميركا «ونشر الاكاذيب» عن أنشطة ايران النووية.
وكان أميري قال للتلفزيون الحكومي «بينما كنت في عمرة في السعودية عرضت سيارة علي توصيلي.. وما أن دخلت السيارة حتى صوب مسدس نحوي. ثم خدروني ونقلت بطائرة عسكرية الى أميركا».
وصرح العالم النووي أيضا بأن رجال المخابرات الاسرائيلية شاركوا في استجوابه وأنه تعرض للتعذيب.
وأضاف أميري في مؤتمر صحافي قصير في المطار «أراد الأميركيون مني أن أقول أني انشققت وهربت الى أميركا بمحض إرادتي ليستغلوني في الكشف عن بعض المعلومات الكاذبة عن النشاط النووي لإيران».
وأضاف «مارست المخابرات المركزية الأميركية ضغوطا نفسية شديدة علي.. الهدف الرئيسي من خطفي هو القيام بلعبة سياسية ونفسية جديدة ضد ايران».
وقال أميري «حضر رجال المخابرات الاسرائيلية بعض جلسات استجوابي وهددوني بأنهم سيسلموني لاسرائيل اذا رفضت التعاون مع الأميركيين».
وصرح بأنه لا يملك معلومات ذات قيمة عن البرنامج النووي الايراني واستطرد «أنا باحث عادي، ولم اقم قط بأي أبحاث لها صلة بالابحاث النووية».