تزامن امس 17 يوليو مع الذكرى الـ 32 لتولي الرئيس علي عبدالله صالح مقاليد الحكم عام1978 فيما كان يسمى باليمن الشمالي سابقا، بعد اغتيال رئيسين، هما المقدم إبراهيم الحمدي، والمقدم إبراهيم الغشمي وهذا الأخير كان قد اتهم باغتيال الأول.
وينظر كثير من المراقبين اليمنيين إلى هذا اليوم على أنه المرة الأولى على يتم فيها إخضاع منصب رئيس الجمهورية للانتخاب الحر والمباشر من قبل مجلس الشعب التأسيسي بعد أن كان الوصول إلى السلطة يتم عن طريق الانقلابات التي تحصد معها الكثير من الضحايا ويكون الثمن فيها باهظا ومكلفا.كما يرى هؤلاء أن ذلك الحدث جاء ليؤكد أن اليمن قد انتقل من مرحلة الشرعية الثورية إلى مرحلة الشرعية الدستورية والديموقراطية بعد أن تصدر الرئيس صالح لهذه المهمة.ويطالب عدد من قيادات أبناء المحافظات اليمنية الجنوبية، وبعض القيادات المعارضة من أبناء المناطق الشمالية وعلى رأسهم الشيخ حميد الأحمر بان يكون الرئيس اليمني القادم جنوبيا (من أبناء محافظات الجنوب) بعد انتهاء ولاية الرئيس على صالح عام2013 ـ وهي الأخيرة له حسب الدستور اليمني لا يحق بعدها الترشح للرئاسة.
وعلى الرغم من ذلك هناك عدد غير قليل من المواطنين اليمنيين وخاصة في المناطق الشمالية (الأكثر سكانا قرابة 20مليون نسمة) بدأوا يتعمدون شراء صور تجمع بين الرئيس علي صالح ونجله أحمد ويضعونها على سياراتهم ومنازلهم ومكاتبهم، في إشارة منهم إلى أن القادم لرئاسة البلاد هو العميد الركن أحمد علي عبدالله صالح، الذي لا يكاد يظهر في وسائل الإعلام إلا نادرا كما أنه يتجنب المقابلات الصحافية.وحول الرئيس القادم لليمن، يفرق الرئيس صالح بين توريث الحكم لنجله، وبين انتخابه عبر الصناديق، حيث أكد في أكثر من مناسبة ومقابلة صحافية أن التوريث في اليمن لا يقره الدستور اليمني، كما أن البلاد ديموقراطية.
وإزاء هذا الغموض بشأن منصب الرئاسة باليمن بعد انتهاء فترة رئاسة الرئيس صالح عام 2013، هناك عدة تكهنات تتردد في الأوساط اليمنية، حيث يعتقد البعض أنه سيتم تجديد الدستور مثل الجزائر، لصالح الرئيس، وآخرون يعتقدون بأن نجله هو الرئيس القادم، وطرف آخر يرى أن هناك شخصا ما سيحكم اليمن بين فترة الرئيس صالح ونجله، كما حدث بين بوش الأب وبوش الابن، حيث كان بينهما كلينتون وهذا الرأي لا يزال ضعيفا بين أوساط السياسيين والمثقفين.وأكد عدد كبير من قيادات الحزب الحاكم والمواطنين المنتمين للحزب أن العميد أحمد علي صالح الذي يقود الحرس الجمهوري والحرس الخاص لم يكشف حتى الآن أوراقه السياسية، وانه حذر جدا في الجدل السياسي، بينما يتمتع بحزم امني يعيد إلى الأذهان حزم والده في مطلع السبعينات من القرن الماضي، كما يرون انه الأجدر لحكم البلاد، بعد والده، كونه محتكا به، وعالم بالكيفية التي يدير بها والده البلاد، خاصة إرضاء القبائل والمعارضين.
ويرى المحلل السياسي عبد الباسط الشميري رئيس تحرير مجلة «أضواء الشموع» اليمنية السياسية المستقلة، أن العميد أحمد علي صالح نجل الرئيس اليمني يلقى تأييدا من الحزب الحاكم لرئاسة البلاد بعد عام 2013، وله شعبية يستمدها من شعبية والده.كما يرى في الوقت نفسه أن هناك شخصيتين هما الأكثر منافسة لنجل الرئيس وهما الشيخ حميد الأحمر(معارضة) والرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد، لكنه يؤكد أن الرئيس علي صالح هو الأجدر بقيادة البلاد حتى ما بعد انتهاء ولايته، كونه يتمتع بخبرة طويلة.
وفي نفس السياق يؤكد المحلل السياسي محمد الخامري رئيس تحرير جريدة «إيلاف» اليمنية السياسية المستقلة أن تولي العميد أحمد صالح مقاليد الحكم بعد والده حتى عبر الصناديق ليست وسيلة سهلة في ظل تركيز بعض الأقربين على عدم توليه الرئاسة.
ويرى أن أبرز المعارضين لتولي نجل الرئيس لقيادة البلاد هو الشيخ حميد الأحمر، بالإضافة إلى تحالف أحزاب المعارضة عبر تكتلها اللقاء المشترك، وما يسمى بالحراك الجنوبي.
أما نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض والرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد، فإن المحلل السياسي «الخامري» يرى أنه رغم أن لهما مؤيدين من أبناء المحافظات الشمالية اليمنية، غير أن أغلب شعبيتهما في المحافظات الجنوبية.