القاهرة ـ خديجة حمودة
أجرى الرئيس حسني مبارك امس في القاهرة محادثات منفصلة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والموفد الأميركي الى الشرق الأوسط جورج ميتشل ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث إمكانية الانتقال الى مفاوضات فلسطينية ـ اسرائيلية مباشرة. والتقى ميتشل الذي وصل قبيل ظهر امس الى القاهرة بعد ان أجرى مباحثات صباح امس مع نتنياهو في القدس، الرئيس المصري ولكنه لم يدل بأي تصريح بعد المحادثات.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية ان مبارك تلقى «رسالة من الرئيس باراك اوباما تؤكد التزامه بدفع عملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتعرب عن تقديره الرئيس المصري تحقيقا لهذا الهدف خلال استقباله امس لكل من عباس ونتنياهو.
وأضافت الوكالة ان مبارك تلقى كذلك اتصالا هاتفيا من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «في ذات الشأن».
وتابعت ان مبارك اكد مواصلة مصر لجهودها من اجل «تضييق الفجوة بين مواقف الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي» وأشار الى «ضرورة إحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة الجارية حاليا لتهيئة الأجواء المواتية الى مرحلة التفاوض المباشر بين الجانبين». واجتمع الرئيس المصري مع عباس الذي غادر القاهرة بعد ذلك من دون الإدلاء بأي تصريح. وكان الرئيس الفلسطيني اجرى مساء امس الاول مباحثات مع مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان المسؤول عن الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي وكذلك مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وبدأت بعد ظهر امس المحادثات بين مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بجلسة ثنائية بينهما. كما اجتمع ميتشل مع موسى لبحث الموقف العربي من اقتراح الانتقال الى المفاوضات المباشرة الذي سيعرض على اجتماع وزاري للجنة مبادرة السلام العربية يعقد في غدا في القاهرة بحضور محمود عباس.
وتأتي هذه المحادثات في الوقت الذي تأمل فيه إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما في الانتقال من المفاوضات غير المباشرة الى المحادثات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية قبل 26 سبتمبر المقبل، وهو موعد انتهاء التجميد الجزئي المؤقت للاستيطان في الضفة الغربية الذي كانت حكومة نتنياهو أعلنته لمدة 10 أشهر. ورغم الضغوط الأميركية على عباس للانتقال الى المفاوضات المباشرة التي تطالب بها إسرائيل، الا انه مازال يضع عدة شروط للموافقة على طلب واشنطن.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه للصحافيين في ختام لقاء بين عباس وميتشل في رام الله امس الأول «حتى الآن لا يوجد وضوح في الموقف من عدد من القضايا المتعلقة بالانتقال الى المفاوضات حول الوضع النهائي» مع إسرائيل. وأوضح عبد ربه اثر اللقاء وهو السادس في إطار المفاوضات غير المباشرة التي بدأت في مايو، «ان الاجتماع الذي استغرق ثلاث ساعات بين عباس وميتشل كان مهما، لكن هناك جملة من القضايا، أهمها الاستيطان وأوضاع مدينة القدس، تحتاج الى مزيد من الوضوح». وشدد عبد ربه على «ان الوقت ليس مهما بل المهم أسس عملية السلام وموقف واضح من الاستيطان والقدس والانتهاكات الإسرائيلية في عموم الأراضي الفلسطينية كي تتخذ القيادة الفلسطينية قرارها بشان المفاوضات المباشرة». ورفض ميتشل الإدلاء بتفاصيل بعد اللقاء مكتفيا بالقول «انهينا اجتماعا بناء ومثمرا جدا مع الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية». وأكد ميتشل، كما خلال زياراته السابقة، التزام إدارة باراك اوباما بإقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. وقال «نتطلع الى مواصلة نقاشاتنا التي بدأت اليوم لتحقيق رؤية الرئيس اوباما للسلام الشامل في الشرق الأوسط، هذا السلام الذي ينبغي ان يبدأ باتفاقية بين الفلسطينيين والإسرائيليين على إقامة دولتين تعيشان بأمن وسلام، ونأمل بازدهارهما ايضا».