دعا الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في خطاب أمس في قزوين شمال ايران الولايات المتحدة إلى التخلي عن «منطق رعاة البقر» لتتمكن من إجراء حوار مع طهران حول البرنامج النووي الإيراني.
وقال احمدي نجاد «تتبنون القرارات لتجروا حوارا. انه منطق رعاة البقر الذي لا مكان له في ايران. اذا تعاملتم بأدب فنحن مستعدون للتحاور باحترام. نحن صبورون ونتابعكم وانتم تقومون بألعابكم البهلوانية».
ويلمح احمدي نجاد بذلك الى قرارات مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي.
وقال احمدي نجاد «انهم لا يخافون من القنبلة الذرية ولا الصواريخ. انهم قلقون من يقظة الشعب الإيراني. انهم يقولون ان ايران يمكنها إنتاج قنبلة خلال سنتين. هذا ليس صحيحا. نحن لا نريد القنبلة».
وأكد الرئيس الايراني «ولكن حتى اذا كان ذلك صحيحا، انهم لا يخافون من القنبلة. الاميركيون أنفسهم يقولون انهم يملكون اكثر من 5 آلاف قنبلة ذرية كيف يمكن ان يخافوا من قنبلة واحدة؟».
وتابع «انهم يعرفون تماما اننا لا نسعى الى امتلاك قنبلة نووية». وقال «انهم يفرضون عقوبات على المصارف وبعض المنتجات ويعتقدون اننا سنسلمهم مفاتيح البلاد. عليهم ان يعلموا انهم سيحملون الى القبر حلم تخلينا عن جزء صغير من حقوقنا» في المجال النووي.
من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع الإيراني العميد احمد وحيدي أمس ان بلاده ستدشن قريبا غواصة جديدة مزودة بالأسلحة المتطورة.
ونقلت وكالة انباء «فارس» الإيرانية عن وحيدي الذي يزور محافظة اصفهان وسط البلاد قوله ان «هذه الغواصة المتطورة للغاية سيتم تدشينها الشهر المقبل» مضيفا ان «من خصوصيات هذه الغواصة التي استخدمت في تصنيعها التكنولوجيا المتطورة سرعتها الفائقة في تنفيذ المهام البحرية وكذلك تزويدها بالأسلحة الحديثة للغاية».
وأشار العميد وحيدي الى إبرام ايران اتفاقية شراء منظومة الصواريخ (اس.300) مع روسيا التي لم تسلم هذه المنظومة الدفاعية الى الجانب الايراني حتى الآن، مشددا في الوقت نفسه على ان بلاده مازالت تتابع هذا الموضوع مع الجانب الروسي.
..وتستخدم بنكاً ألمانياً للتحايل على العقوبات وبرلين تحقق
وفي شأن ذي صلةذكر متحدث حكومي أمس إن السلطات المصرفية الألمانية تحقق في مزاعم وسائل إعلام عن قيام بنك تمتلكه إيران في مدينة هامبورغ بأعمال تجارية لصالح شركات إيرانية محظور التعامل معها. وقال المتحدث باسم وزارة المالية مايكل أوفير إن المشرف على البنوك الألمانية سوف «يستقصى عن كل المزاعم ضد هذا البنك». وأضاف أوفير «حتى الآن ليس هناك علم بتلك الانتهاكات». الخطوة الألمانية جاءت بعد تقارير عن استغلال طهران مصرفا ايرانيا صغيرا مقره في ألمانيا للالتفاف حول العقوبات الدولية والقيام بعمليات لحساب منظمات مدرجة على لوائح سوداء، حسب ما اوردت صحيفة وول ستريت جورنال أمس الاول.
وأشارت الصحيفة نقلا عن مسؤولين غربيين رفضوا الكشف عن هوياتهم ان المصرف المعني هو «يوروبيان ايرانيان ترايد بانك ايه جي» (البنك الاوروبي الايراني للتجارة).
وأضافت الصحيفة ان المصرف حقق اكثر من مليار دولار من العمليات لحساب شركات إيرانية مرتبطة ببرامج عسكرية ولامتلاك صواريخ بالستية بما فيها شركات تخضع لعقوبات من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأضافت الصحيفة ان بين شركاء المصرف عناصر من هيئة الصناعات الدفاعية الإيرانية وهيئة الصناعات الجوية والحرس الثوري. ويشتبه في مشاركة هذه الهيئات في تطوير برامج نووية وللصواريخ في ايران. وتابعت الصحيفة ان المصرف قام على ما يبدو في 2009 بعملية تهرب واسعة من العقوبات اذ عقد صفقات لحساب مصرف سيبا الايراني الخاضع لعقوبات من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لتسهيل تجارة الأسلحة الإيرانية.