بيروت - عمر حبنجر
قرار مجلس الوزراء تحديد الخامس من اغسطس موعدا للانتخابات النيابية الفرعية في المتن الشمالي وبيروت لملء المقعدين الشاغرين بوفاة الشهيدين بيار الجميل ووليد عيدو اربك معطيات المشهد المحلي وفوع دبابيره.
البطريرك الماروني نصرالله صفير بدا امس اكثر تلمسا لمخاطر الوضع المستجد، وقد حذر امس في مناسبة تعميد حفيدة الرئيس اميل لحود في بكركي وبحضور الرئيس، من التفكير بحكومتين ورئيسين ولبنانين، كما حذر من تحميل الدستور ما لا يحتمل.
وقال البطريرك صفير: اول وصايا الله للناس هي النهي عن القتل، ومع ذلك نرى القتل يفعل فعله في كل مكان، خاصة عندنا في لبنان، وفي هذه الايام البائسة التي نعيش، وكل يوم تسقط على ارضنا ضحايا، خاصة ضحايا تدافع عن شرف الوطن وحرماته وكرامته وارضه، من صفوف الجيش اللبناني من كل المذاهب والمشارب، وقد وحدها حب الوطن، فاندفعوا يفتدونه بأرواحهم.
واضاف: ليتنا نرى هذا الاندفاع في محبة الوطن يعمر قلوب جميع المواطنين، خاصة الذين يفترض فيهم ان يكونوا في مقدمة من يدافعون عن كيانه وقيمه، وكيف بامكاننا ان نفسر هذا الذي انحدروا اليه وراح كل منهم يفسر الدستور على هواه ويحمله ما لا يحتمل، ولم يتورع بعضهم عن زجنا بهذا المعترك، ونحن على مسافة واحدة من الجميع ولا نبغي الا خير الجميع، وقد كان الاحرى بهم ان يتعاونوا على البحث عن المصلحة العامة التي تقي البلد المزيد من الشرذمة والتباعد بين اهليه.
واضاف: وهناك من يجرؤ على التفكير بحكومتين ورئيسين ولبنانين، وكأننا نسينا ما كان سابقا في العقد الاخير من القرن الفائت ولاتزال التجربة المرة قائمة في الذاكرة.
صفير الذي كان يوجه كلامه الى الرئيس لحود الذي حضر وزوجته اندريه وحفيدتهما إما اميل لحود والمستشار الاعلامي رفيق شلالا، قال: لكم يؤلمنا ان يتجاهل المسؤولون الشعب وقد بات يعض الجوع بعض طبقاته، وبدلا من ان يقصروا همهم على التخفيف من تعاسته نراهم يمعنون باذلاله.
واضاف: معلوم ان الدساتير والقوانين والشرائع تجعل لتنظيم حياة المواطنين لا لعرقلتها، وحمل الناس على الكفر بالوطن.
المستجدات السياسية التي تناولها صفير في عظته تناولها البطريرك مع الرئيس اميل لحود، وقد تم التوافق على ان المرحلة الراهنة تستوجب تضافر الجهود على مستوى الوطن، واشاد الرجلان بدور الجيش اللبناني وكل ما يقوم به لاحباط المخططات الخارجية، الرئيس لحود امتنع عن التحدث الى الصحافيين قائلا انه ليس نهارا سياسيا، علما انه كان اشترط لاجراء الانتخابات الفرعية وجود حكومة وحدة وطنية.
وكان البطريرك صفير عرض مع د.سمير جعجع موضوع الانتخابات الفرعية في بيروت والمتن، معتبرا ان عدم توقيع رئيس الجمهورية على مرسوم الدعوة لاجراء هذه الانتخابات في الخامس من اغسطس يشكل مخالفة دستورية، وقال جعجع: ان ما يجري لن يثنينا عن اجراء الانتخابات الفرعية وحتى الرئاسية.
ومن بكركي ايضا، قال النائب بطرس حرب ان حكومة السنيورة مصممة على اجراء انتخابات فرعية لملء المقاعد الشاغرة حتى لو امتنع رئيس الجمهورية عن توقيع مرسوم الدعوة لاجراء الانتخابات.
وشدد حرب على ان المادة 41 من الدستور واضحة، ورأى ان عدم انتخاب بديل عن الشهيد بيار الجميل في الماضي القريب شجع القتلة على الاستمرار في عمليات الاغتيال واستهداف الاكثرية النيابية لجعلها اقلية داخل مجلس النواب، الامر الذي يفتح الطريق امام المعارضة للتحكم بمسار الامور في اي
بدوره، قال النائب سعد الحريري ان الكلام عن حكومتين في لبنان هو تهويل، مشيرا في تصريح له امس الى ان من يسعى الى ذلك يشجع على هذا الخيار وهو سيدفع الثمن غاليا جدا، لأن هذه الحكومة ليست فكرة لبنانية بل فكرة «سورية - ايرانية مشتركة».
الصفحة في ملف ( pdf )