في أول لقاء بينهما منذ عودة الرئيس المصري محمد حسني مبارك من رحلة علاجية في ألمانيا في مارس الماضي، يلتقي الرئيس المصري الأربعاء المقبل في منتجع شرم الشيخ بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لبحث عدد من القضايا بينها جهود السلام والتطورات اللبنانية.
وأعلنت الرئاسة المصرية امس ان «مدينة شرم الشيخ ستشهد يوم الأربعاء المقبل قمة مصرية ـ سعودية هامة بين الرئيس محمد حسني مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود».
وذكر بيان صحافي للرئاسة المصرية ان القمة المقبلة تأتي في إطار العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين والشعبين الشقيقين كما تعكس حرص الزعيمين على مواصلة التشاور والتنسيق فيما بينهما حول مستجدات الوضع الإقليمي الراهن والتطورات على الساحة اللبنانية وجهود دفع عملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأضاف مصدر مسؤول ان المباحثات ستتناول الوضع في دارفور والصومال والعراق وباكستان واليمن وأفغانستان وأمن الخليج والمصالحة الفلسطينية - الفلسطينية وتنقية الأجواء العربية والاتفاق على منهج موحد للسياسات العربية في مواجهة القضايا الأساسية التي تواجه الأمة العربية.
كما ستتناول المحادثات سبل دعم الرئيس السوداني عمر حسن البشير في ضوء إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف ثانية بحقه اضافة الى دعم التعاون بين القاهرة والرياض.
يذكر ان آخر لقاء بين العاهل السعودي والرئيس المصري عقد بالسعودية في 22 سبتمبر من العام الماضي فيما كانت آخر زيارة لخادم الحرمين الشريفين الى مصر في30 يونيو من العام الماضي.
ويأتي لقاء العاهل السعودي مع مبارك في وقت تشير فيه تقارير إخبارية إلى ان الملك عبدالله سيزور لبنان وسورية قبل نهاية الشهر الجاري لحلحلة بوادر أزمة قد تنتج عن قرار اتهامي محتمل ضد عناصر في حزب الله اللبناني في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
الى ذلك، قال مصدر رئاسي مصري ان غياب الرئيس حسني مبارك عن القمة الافريقية المنعقدة في العاصمة الأوغندية كمبالا وقمة دول الساحل والصحراء التي عقدت في العاصمة التشادية نجامينا جاء لأسباب أمنية لا تتعلق بصحة الرئيس.
ونقلت صحيفة «الشروق» اليومية المستقلة عن المصدر الرئاسي الذي لم تسمه قوله «لا داعي لفتح باب التكهنات ثانية يجب أن يكف الإعلام عن قراءة وتأويل كل شيء في إطار شائعة تراجع صحة الرئيس يكفي ذلك». وكان مبارك تغيب عن قمة الساحل والصحراء التي عقدت الأسبوع الماضي في نجامينا حيث أوفد وزير الدولة للشؤون القانونية مفيد شهاب لرئاسة الوفد المصري كما تغيب عن القمة الأفريقية التي انطلقت امس في كمبالا وأوفد رئيس وزرائه للحضور نيابة عنه.
وأوضح المصدر أن «أسباب غياب الرئيس عن كمبالا هي أسباب أمنية».
واشارت الصحيفة الى ان المصدر نفسه كان قد أبلغها بعد التفجيرات التي هزت العاصمة الأوغندية الشهر الجاري بان قرار مصر المشاركة في القمة الأفريقية ولو لساعات يعاد النظر في شأنه بالنظر إلى الاعتبارات الأمنية التي تجاوزت التفجيرات لعجز قوات الأمن عن توقيف كل المشتبه في تورطهم في التفجيرات. وأضاف المصدر ان «قرارات الرئيس بالسفر تخضع للنصيحة المباشرة للطواقم الأمنية الرفيعة والتي كان تقديرها أن الأمثل هو عدم توجه الرئيس لكمبالا».
وأشار المصدر الى ان غياب مبارك عن قمة الساحل والصحراء يرتبط «نوعا ما» بمشاركة الرئيس السوداني عمر البشير في القمة التي تأتي عقب أيام من تصريحات لافتة للبشير بأن حلايب أرض سودانية في مخالفة لتفاهمات مصرية ـ سودانية رئاسية في هذا الشأن.