واشنطن ـ أحمد عبدالله ووكالات
بينما يشير مسؤولون أميركيون الى احتمال إنعاش الوساطة التركية ـ البرازيلية مع إيران لتعديل الاتفاق الثلاثي الذي سبق التوصل إليه بهدف حل قضية البرنامج النووي لطهران، قدم الجمهوريون في مجلس النواب الأميركي مشروع قرار تحت اسم القرار «1553» يدعو الى ان تحث الولايات المتحدة إسرائيل على توجيه ضربة عسكرية الى إيران.
ويعد القرار سابقة في التاريخ الحديث للمجلس التشريعي الأميركي من حيث كونه يدعو دولة أجنبية الى «استخدام كافة الوسائل المتاحة بما في ذلك القوة العسكرية» ضد دولة اخرى.
ويرعى مشروع القرار العضو لوي جومرت الذي يمثل إحدى دوائر تكساس في مجلس النواب.
وحتى أول من امس فإن ثلث اعضاء المجلس من الجمهوريين وقعوا بالموافقة على العرض الأولي لصيغة مشروع القرار الجديد.
ولايزال جومرت يمرر المشروع بين اعضاء المجلس جمعا لمزيد من التوقيعات.
وأعلنت منظمات إيرانية معارضة في الولايات المتحدة رفضها لمشروع القرار فور الاعلان عن بدء تمريره بين اعضاء مجلس النواب.
فقد أصدر المجلس القومي الأميركي ـ الإيراني بيانا أول من امس دعا فيه الى إجهاض مشروع القرار وطالب رئيس الكتلة الجمهورية في المجلس جون بوينر بإصدار بيان إدانة للمشروع وبالضغط على الأعضاء الذين يرعونه لسحبه من قاعة المجلس.
وكان سفير الولايات المتحدة السابق في الأمم المتحدة جون بولتون قد نشر دراسة حول الخطوات التي يتعين اتخاذها لإنهاء اي معارضة داخل الولايات المتحدة للخطوة التي يقترحها مشروع القرار اي لقيام إسرائيل بضرب ايران.
وقال بولتون الذي يعد احد أبرز أصوات المحافظين الجدد في الولايات المتحدة ان من الضروري تصوير ضرب إسرائيل لإيران باعتباره «دفاعا مشروعا عن النفس».
وقال بولتون في ورقته التي نشرت في عدد من الصحف الاميركية «يتعين إبراز التهديد الذي تمثله ايران للولايات المتحدة والعالم على نحو يجعل من قيام إسرائيل بمثل هذه الخطوة خدمة للمصالح الاستراتيجية الاميركية فضلا عن كونها دفاعا مشروعا عن النفس. وفي هذا السياق يجب طرح مبدأ الحرب الاستباقية مجددا بقوة على طاولة النقاش في الولايات المتحدة لتكريس ذلك الحق وخلق دعم شعبي واسع للخطوة الإسرائيلية المقترحة».
ويأتي عرض مشروع القرار الجديد في سياق تقارير تشير الى تجدد الاتصالات الدولية التي تدعو الى بذل المزيد من الجهود لتجنب الوصول بقضية الملف النووي الإيراني الى حدود المواجهة العسكرية.
فقد أشارت صحيفة «لوس انجيليس تايمز» في عددها الصادر أول من امس الى ان دول الخليج تسعى الى تنشيط الجهود الدولية بحثا عن مخرج ديبلوماسي من الأزمة لتجنب نشوب حرب جديدة في المنطقة.
فضلا عن ذلك، فقد قال المسؤول الأسبق عن ملف ايران في مجلس الأمن القومي الأميركي جاري سيك لمحطة «سي.بي.اس» التلفزيونية ان من الخطأ افتراض ان الوساطة التركية ـ البرازيلية قد انتهت عند رفض الولايات المتحدة لاتفاق طهران الثلاثي الذي وقعه الوسيطان مع ايران.
وقال سيك «التقى وزراء خارجية الدول الثلاثة في أنقرة امس. وهناك توقعات بطرح نسخة معدلة من الاتفاق الثلاثي تضع في اعتبارها تحفظات واشنطن وعواصم الدول الأساسية في اوروبا الغربية. ولا أعتقد ان هذا التحرك الجديد يأتي من فراغ. لابد ان تركيا والبرازيل قد نسقا بشأنه لتجنب حدوث مفاجآت مثل تلك التي حدثت حين رفض المجتمع الدولي الاتفاق الأصلي رغم ان خطوطه العامة كانت قد نوقشت في واشنطن ولندن وباريس».
في المقابل، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد امس ان أي دولة تشارك في السيناريوهات الأميركية ضد بلاده ستعتبر عدوا.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن نجاد حذر في كلمة ألقاها في المهرجان الخامس للمبدعين في إيران من أن «أي دولة تشارك في السيناريو الأميركي سنعتبرها عدوا لإيران وسنرد عليها بشكل حاسم».
وقال الرئيس الإيراني ان أي شخص يفكر بالتطاول على بلاده فإن «الشعب الإيراني سيقطع يده».
وعما يتردد عن منع تصدير البنزين إلى إيران قال الرئيس الإيراني «إنهم يقولون انهم سيعترضون عمليات نقل البنزين إلى إيران ولكننا سنوفر 17 مليون ليتر منه خلال يومين وقد اتخذنا كافة الخطوات لذلك».
وأضاف «لسنا بحاجة الى حرب في مواجهة أميركا وعملائها بل ان الانتصار سيتحقق بفضل تدبير وثقافة وسياسة إيران».
وقال أحمدي نجاد ان بلاده ترفض الإدارة الأحادية الجانب «والجائرة السائدة في العالم حاليا»، مضيفا «ان إيران من دعاة الوئام والمنطق ولا ترحب بالنزاعات والتوترات والحظر وفرض العقوبات».
وكان الرئيس الإيراني هاجم الغرب بسبب موقفه من بلاده وحث جميع الدول الأوروبية على تصحيح سياساتها تجاه طهران داعيا إياها الى احترام حقوق الشعوب.