بيروت - زينة طبارة
سيد للتاريخ أتى وللتاريخ وللفقه مرجع. صفاء في الوجه وفي الذهن والروح. لا يسعك وأنت في حضرته، إلا أن تكون صامتا مصغيا مسافرا معه في بحر من المعرفة والتعريف.
كبير في محبته للناس الى أي طائفة أو مذهب انتموا. يشرق عليك شمسا من الطمأنينة والأمان لحظة اطلالته البهية والمصحوبة بسطوة في الترحيب والاستضافة.
اللغة العربية تأنس اليه وتستأنس به فتراه يحدثك شعرا يغني المعاجم والدواوين. يأبى الدخول في زواريب السياسات الضيقة، فيأخذك الى سبر أغوار الدول واستراتيجياتها السياسية عبر التاريخ من حيث صراعها على حفنة من الأطماع المادية والجغرافية. وبناء عليه وعلى مرجعيته كان لـ «الأنباء» مع العلامه السيد محمد حسين فضل الله هذا الحوار.
ما الأصولية وكيف نشأت وما أسباب نشأتها؟
لعل بداية ما يسمى بالاصولية في واقع الاسلام هي الفكر الذي بلغ القمة في التأكيد على حرفية النص بالمستوى الذي لا ينفتح على آفاق النص في الاجواء التي قد تفسح المجال في الكثير من حالات الاجتهاد المتحرك المتنوع الذي يمكن أن ينفذ الى قلب النص ليفسره تفسيرا أكثر رحابة في المعنى الحرفي في هذا المجال، ولعلنا نعرف ذلك من خلال مسألة التكفير.
ان مشكلة الاصولية ليست مجرد مشكلة فكرية اجتهادية ولكنها مشكلة العنف الذي تختزنه هذه الاصولية التي ينظر فيها اصحابها الى من يخالفهم الرأي نظره المسلم الى الكافر الذي يمثل خطرا على الاسلام والمسلمين حتى اننا نسمع من بعضهم ان خطر الذين يختلفون معهم في الرأي ممن ينسبونهم الى الشرك من الشيعة أو في السنة أكثر من خطر اليهود والنصارى وما الى ذلك.
ومن الطبيعي أن الظروف التي يتحرك بها هؤلاء، الذين يأخذون بأسباب العنف ويحاولون التحرك في الواقع الاسلامي تحت تأثير الفكرة التي تقول انه لابد لنا أن نصلح الواقع الاسلامي بطرد كل هؤلاء من حياة المسلمين.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )