أقر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي عقوبات هي الأكثر تشديدا على إيران حتى الآن.
وذكرت مصادر ديبلوماسية في بروكسل أمس ان هذه الخطوة تهدف لإرغام النظام في طهران على العودة إلى مائدة المفاوضات.
وقالت كاثرين أشتون، الممثلة العليا للشؤون الخارجية بالاتحاد، للصحافيين: «لدينا مجموعة شاملة من العقوبات.. وهذا أمر سترون فيه أن الدول السبعة والعشرين (الأعضاء) تعمل معا».
وفيما كانت أوروبا تصوت على عقوباتها، أعلنت طهران عبر مندوبها لدى الوكالة الدولية للطاقة أنها مستعدة للعودة الى المفاوضات بشأن اتفاق تبادل الوقود النووي دون شروط. وقد أعلنت الوكالة الدولية كذلك أنها تسلمت رد طهران على أسئلة مجموعة فيينا على اقتراح تبادل الوقود النووي الذي تقدمت به البرازيل وتركيا.
من جهة اخرى كشفت مصادر ديبلوماسية ان الإجراءات الجديدة ستتضمن حظر بيع المعدات والآلات الأوروبية إلى الشركات الإيرانية العاملة في مجال النفط والغاز، إلى جانب فرض قيود على المصارف الإيرانية وتوسيع قائمة أفراد النظام والمقربين منهم المشمولين بتجميد الأصول والمنع من السفر. كما تحد هذه العقوبات كثيرا من نطاق عمل قطاع نقل البضائع الايراني سواء بحرا او جوا. وتجعل أيضا المبادلات التجارية أكثر صعوبة مع حظر نشاط عدد متزايد من البنوك الإيرانية وتوسيع قائمة الأشخاص الممنوع حصولهم على تأشيرات وخاصة عناصر الحرس الثوري. ومن المقرر ان يبدأ سريان معظم هذه العقوبات اعتبارا من اليوم مع نشرها في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي.
وهذه الرزمة من العقوبات تذهب أبعد بكثير من تلك التي تبناها مجلس الأمن الدولي في التاسع من يونيو بهدف معاقبة إيران على مواصلة نشاطات تخصيب اليورانيوم التي يرى فيها الغرب بوادر لصنع سلاح نووي. وقال ديبلوماسي أوروبي «انها رزمة من اكبر العقوبات التي تبناها الاتحاد الأوروبي على الإطلاق بحق إيران او أي بلد آخر». وفضلا عن قطاع الطاقة تستهدف هذه العقوبات بقسوة قطاع نقل البضائع الايراني سواء أكان بحرا او جوا. كما تشدد عمليات التفتيش والمراقبة في الموانئ الأوروبية او في عرض البحر.
وتجعل أيضا المبادلات التجارية أكثر صعوبة مع حظر نشاط عدد متزايد من المصارف الإيرانية ومنع الصفقات المالية التي تزيد قيمتها على 40 ألف يورو مع ايران من دون إذن خاص وتوسيع قائمة الأشخاص الممنوع حصولهم على تأشيرات.
من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ محذرا «آمل ان تكون ايران تلقت الرسالة. ان الدول الأوروبية منفتحة على التفاوض بشأن برنامجها النووي لكن ان لم تستجب فإننا سنكثف الضغوط».
على صعيد آخر، يجري سلاح الجو الإيراني، ابتداء من السبت المقبل، مناورات تستمر أسبوعا مستخدما أسطوله من الطائرات المقاتلة والطائرات بلا طيار، تتضمن شن عمليات قصف على أهداف ليلية، وفق ما نقلت وكالات الأنباء الإيرانية عن مسؤول عسكري كبير أمس.
وأكد القائد العام لسلاح الجو مهر محمد علوي ان المناورات ستبدأ السبت في محافظة همدان. وأضاف في تقرير منفصل أوردته وكالة فارس للأنباء، ان «43 طائرة منها طائرات اف-4 واف-5 واف-6 واف-7 وسوخوي-24 ستشارك في هذه المناورات التي تتضمن قصف أهداف ليلية».