لم تفلح الجهود المحلية ولا الوساطات الخارجية في حلحلة الأزمة السياسية المستفحلة منذ 5 اشهر، وللمرة الثانية أجل مجلس النواب العراقي جلسته التي كانت مقررة أمس ولكن هذه المرة حتى إشعار آخر، لعدم التوصل الى اتفاق بين الكتل السياسية لتسمية المرشحين للمناصب السيادية، وإجماع على توصيف الحكومة الحالية بحكومة تصريف الاعمال. وقال فؤاد معصوم الرئيس المؤقت للبرلمان (الاكبر سنا) بحضور عدد من ممثلي الكيانات السياسية «اعلن تأجيل استئناف الجلسة المفتوحة الى اشعار آخر». واضاف «تم انعقاد اجتماع بحضور رؤساء الكتل النيابية وتم الاتفاق على اعطاء الكتل فرصة اخرى من اجل التوصل الى اتفاق حول انتخاب رئيس مجلس النوب ونائبيه». وقال معصوم في المؤتمر الذي حضره القيادي في القائمة العراقية اسامة النجيفي والقيادي في دولة القانون خالد العطية ان «ممثلي الكتل السياسية اكدوا على توصيف الحكومة الحالية بانها حكومة تصريف اعمال».
على صعيد الوساطات الحثيثة، وصل الى بغداد أمس رئيس الأركان الأميركي الجنرال مايكل مولين في زيارة مفاجئة يجري خلالها مباحثات مع قادة الجيش الأميركي بالعراق ومسؤولين عراقيين.
على الصعيد الامني وبعد ساعات من مقتل وإصابة 75 شخصا بتفجيرات في ضواحي مدينة كربلاء العراقية الجنوبية بدأت محافظات الجنوب العراقية امس عطلة رسمية ليومين وثلاثة حيث يواصل مئات آلاف العراقيين من أنحاء البلاد التوجه الى المدينة لإحياء مناسبة النصف من شعبان ذكرى ولادة المهدي الإمام الثاني عشر لدى الشيعة بالترافق مع حشد 35 الف عسكري تدعمها مظلة جوية وتعزيزات عسكرية تتضمن خمسة افواج طوارئ من وزارة الداخلية وفوجي مغاوير من الدفاع والفي شرطية وسرايا لمكافحة الشغب وكتيبة لكشف ومعالجة المتفجرات ومفارز للكلاب البوليسية وهي عمليات خصص لها حوالي ستة ملايين دولار. ويؤكد الفريق الركن عثمان الغانمي قائد عمليات الفرات الاوسط نشر 35 الف عنصر من الجيش والشرطة والاجهزة الاستخباراتية بالاضافة الى زيادة عدد اجهزة الكشف عن المتفجرات اثناء الزيارة الشعبانية التي بدأت أمس وتصل ذروتها صباح اليوم في مدينة كربلاء.
وقد وصلت الى المحافظة تعزيزات عسكرية من بغداد والمحافظات المجاورة في واسط والنجف وبابل والديوانية تتضمن افواج طوارئ للشرطة مع تعزيزات من وزارتي الدفاع والداخلية تضم عدة افواج مغاوير وقوات طوارئ. ومنذ يومين تقوم طائرات اميركية وعراقية بتشكيل مطلة جوية في اجواء محافظة كربلاء لمراقبة اي تحركات مشبوهة تستهدف الزائرين.