بعد شكوى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من حجم الضغوط التي يتعرض لها للانتقال من المفاوضات غير المباشرة الى المباشرة، قرر وزراء الخارجية العرب أعضاء لجنة مبادرة السلام العربية أمس ترك أمر بدء المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين للسلطة الفلسطينية على الرغم من الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة لإطلاق تلك المفاوضات.
وقال الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر ورئيس لجنة مبادرة السلام العربية عقب الاجتماع الذي عقدته اللجنة للبحث في المطلب الأميركي «الجانب الفلسطيني معني بهذا الأمر ومعني بتحديد الظروف الملائمة لها».
واوضح بن جاسم للصحافيين انه نقل الموقف العربي إلى السفيرة الأميركية في القاهرة مارغريت سكوبي التي طلب منها نقل الرسالة إلى الرئيس باراك أوباما.
وأشار إلى ان الرسالة تضمنت شرحا واضحا للموقف العربي بشأن أسس بدء المفاوضات المباشرة وبعض الأسس والثوابت التي يجب توافرها في عملية السلام برمتها. وأكد أن الخطاب يأتي أيضا ردا على خطاب من أوباما للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وعلى الفور تلقف رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على الاعلان واعلن بدوره استعداده للبدء «بمفاوضات صريحة ومباشرة» خلال ايام.
وقبل ذلك، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس انه يتعرض لضغوط قوية تمارسها الإدارة الأميركية والأوروبيون والسكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون للدخول في المفاوضات المباشرة مع إسرائيل. وقال عباس في حوار اذاعته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية «أتعرض لضغوط لم أتعرض لها طوال حياتي السياسية لخوض المفاوضات المباشرة مع إسرائيل». وأوضح أن هذه الأطراف تدعو الى وجوب الدخول في المفاوضات المباشرة واغتنام الفرصة لكنه أبلغ الجميع بعدم الدخول في المفاوضات المباشرة دون ضمانات.
وأضاف رئيس السلطة الفلسطينية «عندما تصلني الضمانات المطلوبة وهى قبول حدود 67 ووقف الاستيطان بطريقة مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) أو غير مباشرة عن طريق الرئيس (المصري) حسني مبارك أو الملك عبدالله الثاني عاهل الأردن أو الإدارة الأميركية سأذهب فورا للمفاوضات المباشرة».
وتابع «أنا على استعداد للقبول بوجود طرف ثالث للمراقبة بعد الحل مثل قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) ولن أقبل بأن يكون ضمن جنود الناتو يهود ولن أقبل بأن يعيش بيننا في الأراضي الفلسطينية إسرائيلي واحد». وبشأن السيناريوهات التي يمكن اللجوء اليها في حال فشل المفاوضات غير المباشرة التي تنتهي مهلتها في 8 سبتمبر المقبل قال عباس «سأذهب الى الدول العربية حيث نلجأ الى مجلس الأمن لاتخاذ ما نراه مناسبا». وجدد التأكيد على أنه لن يرشح نفسه لرئاسة السلطة في أي انتخابات فلسطينية قادمة «مهما حدث» نافيا ما تردد بأن الجانب الفلسطيني سيعلن إقامة الدولة الفلسطينية من طرف واحد اذا فشلت المفاوضات.
ورأى عباس في تصريحه أنه «في حالة توقيع حركة حماس على الوثيقة المصرية للمصالحة يمكن إعادة اعمار غزة على أعلى مستوى خلال ستة اشهر باستخدام المبالغ التي قدمتها الدول المانحة في قمة شرم الشيخ برعاية الرئيس حسني مبارك والتي بلغت أكثر من أربعة مليارات دولار».
وأشار الى أن هذه الأموال جاهزة للإنفاق بمجرد توقيع حماس على وثيقة المصالحة، مضيفا «اذا وقعت حماس على الوثيقة المصرية وسنذهب فورا الى انتخابات تشريعية ورئاسية ومن ينجح بالانتخابات مبروك عليه».
وحذر عباس في الوقت نفسه «من أن السلطة الفلسطينية قد تنهار اذا لم يحدث أي تقدم في مسار السلام واذا واصلت الدول العربية عدم الالتزام بدعم السلطة ماديا للوفاء بالتزاماتها وبالتالي يمكن أن تنهار وتعم الفوضى الأراضي الفلسطينية». تصريحات عباس جاءت قبيل اجتماعه مع وزراء الخارجية العرب أمس في القاهرة بشأن المفاوضات مع اسرائيل.
من جهته علق هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لوكالة فرانس برس على الموضوع قائلا ان «المسألة لا تتعلق بضغوط اميركية بل بمصلحة الفلسطينيين». وأضاف ان «مصلحتهم واضحة انهم يريدون ان يروا تقدما في المفاوضات غير المباشرة ونحن ندعمهم».