واشنطن ـ أحمد عبدالله
قال عضو فريق السلام في إدارة الرئيس بيل كلينتون آهارون ديفيد ميلر ان على الولايات المتحدة ان تكون مستعدة للاشراف المباشر على المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية حين تبدأ في مطلع الخريف المقبل بالنظر الى احتمالات فشل تلك المفاوضات اذا تركت للطرفين وحدهما.
وقال ميلر في تصريح لـ «الأنباء» تعقيبا على قرار الجامعة العربية التي اجازت على نحو مشروط بدء المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين اذا ما قررت السلطة الوطنية الفلسطينية ذلك، ونتائج مباحثات وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك في واشنطن الأسبوع الماضي، ان إدارة الرئيس اوباما تجد نقاطا ايجابية كثيرة في رؤية حزب العمل لعملية السلام وانها تراهن على دعم باراك لأي قرارات يتخذها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويواجه بها تهديدات احزاب اليمين المتطرف في حكومته بإسقاط الائتلاف الحاكم.
وتابع: «المشكلة ليست مساندة نتنياهو داخليا ولكنها المدى الذي يمكن ان يذهب اليه رئيس الوزراء في جسر الهوة مع الفلسطينيين خلال المفاوضات المباشرة. ولا اعتقد بصراحة ان رئيس الوزراء يمكن ان يدخل طوعا الى الركن الذي تؤطره رؤية الدولتين على أساس حدود 1967 وبقية قضايا الوضع النهائي وضرورة التوصل الى قرار خلال فترة قصيرة بعد بدء المفاوضات. لم يكن ذلك أبدا منطق نتنياهو في التعامل مع عملية السلام. ولهذا السبب على وجه التحديد اعتقد ان من الحاسم ان تكون الولايات المتحدة متواجدة على نحو ما في كل خطوة من خطوات المفاوضات المباشرة».
وردا على سؤال حول دور الولايات المتحدة في هذه الحالة قال ميلر «لقد ساهمنا بصورة كبيرة في إعداد إجراءات إعادة بناء الثقة التي اتخذ بعضها بما في ذلك تجميد البناء الاستيطاني وسوف يتعين على إدارة الرئيس اوباما ان تكون مستعدة بطرح أفكار ورؤى معدة سلفا حول تسوية قضايا الوضع النهائي حين تتصادم المواقف. ان مهمة جورج ميتشل لا تنتهي ببدء المفاوضات المباشرة بل اعتقد ان عليها ان تدخل مرحلة جديدة اكثر صعوبة وتعقيدا وأكثر حسما فيما يتصل بالنتائج النهائية».
وقال ميلر ان احد التصورات التي تناقش الآن هو مد التجميد المؤقت للبناء الاستيطاني لفترة قصيرة أخرى ثم الدخول في مفاوضات فورية حول الحدود بحيث يجوز لإسرائيل العودة الى البناء في المناطق التي ستضمها من الضفة الغربية في الحل النهائي غير انه تساءل عن احتمالات نجاح هذه المقاربة قائلا «ان قضية الحدود ليست القضية الصعبة الوحيدة في قضايا الوضع النهائي. ويجب الحذر من احتمال التوصل الى حل في واحدة من تلك القضايا ثم مواجهة مصاعب جوهرية ـ حقيقية او يبالغ فيها عن عمد ـ في قضايا أخرى مما يؤدي الى فشل جهود التوصل الى اتفاق نهائي. وقتها سيكون نتنياهو قد ظفر بالشرعية التي يطلبها الإسرائيليون للبناء الاستيطاني دون ان يوقع اتفاقا نهائيا».
وأوضح الديبلوماسي الأميركي الذي خدم خمسة رؤساء متعاقبين في مساعي حل قضية الشرق الأوسط ان قرار لجنة المتابعة العربية هام للغاية وأضاف «حاول وزراء خارجية الدول العربية تطوير التعهدات التي قدمها الرئيس اوباما في خطابه الذي بعث به الى الرئيس محمود عباس. لقد تحدثوا عن بنود اتفاقية طابا وعن تعهدات اوباما العلنية الأخرى، ويؤكد ذلك ان تقييمهم لخطاب الرئيس كان أكثر عمومية مما يريدون. ولكن من المؤكد ايضا ان شروط الانتقال الى مرحلة جديدة من المفاوضات قد بدأت وكما قلت ينبغي ان تظل واشنطن قريبة للغاية من كل جولة من جولاتها».